يقين 24/ صومعي حليمة
في خطوة مفاجئة، قررت السلطات المغربية تعليق استيراد العجول الحية القادمة من إسبانيا، عقب رصد إصابات بمرض جلدي معدٍ أصاب عددًا من الأبقار في إقليم كتالونيا شمال شرقي البلاد. ويأتي هذا الإجراء في إطار التدابير الوقائية الرامية إلى حماية الثروة الحيوانية الوطنية وضمان سلامة القطيع المحلي، دون أن يشمل القرار واردات اللحوم أو المنتجات الحيوانية الأخرى.
وحسب ما أوردته جريدة الأخبار في عددها الصادر يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، فقد بادرت السلطات الإسبانية بدورها إلى وقف تصدير العجول الحية إلى المغرب، بعد تأكيد التحاليل المخبرية إصابة ثلاث بقرات بفيروس الجلد العقدي، وهو مرض خطير يؤثر على الجلد والجهاز العصبي للحيوانات ويتطلب تدخلاً سريعاً للحد من انتشاره.
ويُعد هذا القرار ضربة قوية للسوق المغربية، بالنظر إلى أن إسبانيا تعتبر المزود الرئيسي للمملكة بالعجول الحية، إذ تغطي أكثر من 70% من احتياجات السوق المحلية بفضل القرب الجغرافي وتكاليف النقل المنخفضة. ومع توقف الشحنات التي كانت تتوجه إلى موانئ مثل طنجة المتوسط والناظور، يُتوقع أن يشهد السوق اضطرابات في التزويد خلال الأسابيع المقبلة.
الفاعلون في القطاع يعيشون حالة من الترقب، وسط مخاوف من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بنسبة قد تصل إلى 20 درهماً للكيلوغرام الواحد، نتيجة تقلص العرض مقابل الطلب المتزايد.
وفي تصريح لمصدر من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، أوضح أن القرار مؤقت واحترازي، مؤكداً استمرار التنسيق مع الجانب الإسباني لمراقبة الوضع الصحي للقطيع هناك. كما أشار إلى أن المستوردين المغاربة بصدد البحث عن بدائل جديدة، خصوصاً في فرنسا والبرتغال، لتأمين حاجيات السوق الوطنية وتفادي أزمة تموين محتملة.
ويرى مراقبون أن ما يحدث يكشف هشاشة المنظومة الغذائية المغربية واعتمادها الكبير على سوق واحدة لتوريد العجول، مما يفرض على السلطات التفكير في تنويع الشركاء التجاريين وتشجيع الإنتاج المحلي. وبينما تتواصل التحقيقات في إسبانيا، يبقى المستهلك المغربي أمام احتمال ارتفاع الأسعار إلى أن تستعيد الأسواق الأوروبية توازنها الصحي والتجاري.

