يقين 24/حليمة صومعي
لم يخالف المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التوقعات، بعدما خرج إدريس لشكر منتصراً مجدداً في سباق الزعامة، ليواصل قيادة الحزب لولاية رابعة تمتد لأربع سنوات قادمة، بعد تصويت أغلبية المؤتمرين لصالحه في جلسة امتدت حتى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة بمدينة بوزنيقة.
وجاء انتخاب لشكر دون منافسة تُذكر، بعدما خلت لائحة المرشحين من أي اسم بديل، ما جعل عملية التصويت شكلية أكثر منها تنافسية، إذ نال الرجل ثقة الأغلبية مقابل 26 صوتاً معارضاً فقط.
ويستند استمرار لشكر في قيادة حزب “الوردة” إلى قرار سابق للمجلس الوطني، أتاح بموجب المادة 217 من النظام الداخلي تمديد ولاية القيادة الحالية “إذا اقتضت المصلحة العليا للحزب ذلك”، وهو ما فتح الباب أمام زعيم الاتحاد لتجديد ولايته للمرة الرابعة منذ توليه المنصب سنة 2012.
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض الأصوات داخل الحزب تراهن على بروز قيادة جديدة تضع حداً لهيمنة الرجل على التنظيم، اختار المؤتمرون خيار الاستمرارية، معتبرين أن الظرفية السياسية والانتخابية الراهنة تقتضي الإبقاء على القيادة الحالية لما راكمته من “تجربة واستقرار”.
وبهذا، يكون إدريس لشكر قد عزز موقعه كأحد أكثر الزعماء بقاءً في قيادة الأحزاب المغربية، في مشهد سياسي يثير الجدل بين من يرى فيه رمزاً للتماسك التنظيمي، ومن يعتبره عنواناً لانسداد الأفق الداخلي وغياب التداول الديمقراطي داخل الحزب العريق.

