بقلم: عزيز بلغازي زناتي
الرباط – 1 أكتوبر 2025
شهدت مدن مغربية عدة منذ أواخر شهر شتنبر موجة احتجاجية قادها شباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، رافعين شعارات تطالب بإصلاحات اجتماعية عاجلة في مجالات الصحة والتعليم، ومعبّرين عن استياء من الأولويات الحكومية في تدبير الإنفاق العمومي.
خلفية الحراك
بدأت الدعوات للتظاهر في 27 شتنبر 2025، وانتشرت بشكل سريع عبر منصات التواصل، خاصة من خلال مجموعات شبابية غير مركزية أبرزها ما يُعرف إعلامياً بـ”جيل زد 212″. وقد شكّلت حوادث مرتبطة بالمنظومة الصحية، بينها وفاة نساء أثناء الولادة في مستشفى بأكادير، رمزاً للاحتجاجات ومصدراً لغضب شعبي.
الميدان بين السلمية والتوتر
عرفت مدن كأكادير، إنزكان، الدار البيضاء، الرباط، وجدة وتيزنيت تجمعات متفاوتة، تراوحت بين مسيرات سلمية واحتكاكات محدودة مع عناصر الأمن. وأكدت السلطات تسجيل إصابات في صفوف أفراد الأمن والمدنيين، إلى جانب توقيفات لمتظاهرين، في حين طالبت بعض المنظمات الحقوقية بضمان حق المحاكمة العادلة والحرص على احترام القانون.
جوهر المطالب
المحتجون ركّزوا على مطلبين رئيسيين:
1. تحسين الخدمات الصحية من حيث التجهيزات والبنية التحتية والموارد البشرية.
2. إصلاح منظومة التعليم وتوسيع فرص التشغيل للشباب.
موقف السلطات
وزارة الداخلية أوضحت أنها “تتفهم المطالب الاجتماعية” للشباب، وأكدت في الوقت ذاته التزامها بتطبيق القانون وحماية الممتلكات العامة والخاصة. ودعت مختلف الأطراف إلى التعبير عن مواقفها في إطار سلمي وقانوني، مع الحرص على عدم تعريض الأمن العام للخطر.
نحو حلول مؤسساتية
تبيّن الأحداث الأخيرة أن الغضب الاجتماعي يعكس حاجات واقعية مرتبطة بالعيش الكريم، وأن معالجة هذه القضايا تستوجب حواراً جدياً بين الدولة والمجتمع، في أفق إصلاحات ملموسة تحافظ على الأمن والاستقرار وتستجيب لتطلعات المواطنين.