يقين 24 – عبد الحق كلون
لا تزال قضية الشاب المغربي مروان المقدم تثير الكثير من التساؤلات وتغمر عائلته بمعاناة لا تُطاق، بعد مرور ما يقارب سنة ونصف على اختفائه في ظروف غامضة، عقب ركوبه باخرة المسافرين التابعة لشركة “أرماس” الإسبانية.
وتعود تفاصيل الحادث إلى اليوم الذي قرر فيه مروان، الشاب الطموح والمفعم بالحياة، العودة إلى إسبانيا بعد زيارة قصيرة لأسرته بالمغرب. اشترى تذكرته بشكل قانوني وصعد على متن الباخرة متجهاً نحو ميناء “موتريل” الإسباني، غير أنه ومنذ تلك الرحلة، انقطعت كل أخباره ولم يصل أبداً إلى وجهته، تاركاً وراءه عائلته في دوامة من القلق والحزن.
أكثر من غيرها، تعيش والدته المكلومة مأساة إنسانية قاسية، إذ صرحت أنها لم تعد تعرف طعم النوم أو الراحة، ولم يعد لها اهتمام بالحياة اليومية، فلا نوم ولا طعام ولا خروج من البيت، كل همها هو معرفة مصير فلذة كبدها الذي اختفى فجأة، ليترك فراغاً موجعاً في قلبها وقلوب أشقائه.
وقد سلط برنامج “مختفون” على القناة الثانية الضوء على هذه القضية، في محاولة لدفع الرأي العام والمؤسسات المعنية إلى التحرك من أجل كشف الحقيقة. من جهتها، ارتأت جريدة “يقين 24” أن تواكب هذه المأساة الإنسانية، وتضعها في صدارة الاهتمام تضامناً مع الأم، وتأكيداً أن قضية مروان هي قضية كل الأمهات المغربيات، وأن البحث عن الحقيقة مطلب عادل لا يمكن أن يسقط بالتقادم.
قضية اختفاء مروان المقدم تبقى جرحاً مفتوحاً ينتظر من يكشف خيوطه الغامضة، فيما تستمر والدته في التشبث بخيط الأمل، علّه يبدد عذابها ويرد إليها فلذة كبدها حياً أو يمنحها على الأقل حق معرفة مصيره.