تستعد الشركات العمومية السمعية البصرية بالمغرب، وفي مقدمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة “صورياد دوزيم”، لتنفيذ مخطط استثماري ضخم تتجاوز قيمته 36 مليار سنتيم (369 مليون درهم) خلال الفترة الممتدة من 2026 إلى 2028، وذلك في إطار التحضيرات الكبرى التي ترافق استضافة المغرب لكأس العالم 2030، وكأس إفريقيا للأمم 2025.
وحسب تقرير المؤسسات والمقاولات العمومية المرفق بمشروع قانون المالية لسنة 2026، فإن هذه الاستثمارات ستُوجَّه أساساً إلى تحديث التجهيزات التقنية وتعزيز البنية التحتية للبث التلفزي وتطوير الإنتاج الوطني، بما ينسجم مع التحول الرقمي الذي تشهده المنصات الإعلامية العمومية.
🔸 صورياد دوزيم تكرّس ريادتها رغم العجز المالي
أوضح التقرير أن شركة “دوزيم” ما تزال تتصدر سوق الإعلانات التلفزيونية بنسبة 62.1%، متقدمةً على القناة الأولى (22.1%) و”ميدي 1 تيفي” (2.8%).
ورغم تحقيقها رقم معاملات بلغ 415 مليون درهم سنة 2024، فإن الشركة أنهت السنة بعجزٍ مالي قدره 360 مليون درهم، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج والبث.
🔸 استثمارات متصاعدة إلى 2028
من المرتقب أن ترتفع قيمة الاستثمارات إلى 106 ملايين درهم سنة 2026، ثم 128 مليون درهم سنة 2027، لتصل إلى 135 مليون درهم سنة 2028، في إطار خطة متدرجة تهدف إلى رفع جودة المحتوى السمعي البصري وتحسين التجهيزات التقنية استعداداً للبث عالي الجودة خلال المونديال.
🔸 التحول الرقمي في صلب الاستراتيجية
تعتزم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إبرام عقد برنامج مع الدولة لتعزيز التحول الرقمي، من خلال دمج البث الخطي مع استهلاك المحتوى عبر المنصات الرقمية، إلى جانب تعبئة الموارد التقنية والبشرية لتغطية كبرى التظاهرات الرياضية المقبلة.
🔸 أرقام واعدة رغم التحديات
سجلت القنوات العمومية المغربية خلال سنة 2024 تحسناً ملحوظاً في الإيرادات الإعلانية، إذ بلغ رقم معاملات الشركة الوطنية 439 مليون درهم بزيادة 24% عن سنة 2023. غير أن كلفة اقتناء حقوق البث الرياضي، خاصة كأس إفريقيا 2024 والألعاب الأولمبية بباريس، ساهمت في بقاء النتائج المالية في المنطقة السالبة.
ويؤكد التقرير أن هذا الاستثمار الاستراتيجي في الإعلام العمومي يأتي لتعزيز إشعاع المغرب الدولي عبر تغطية احترافية للأحداث الرياضية الكبرى، وتطوير محتوى وطني قادر على المنافسة، بما يجعل الإعلام العمومي رافعة أساسية لإنجاح مونديال 2030.

