هشام بوزياني
شهدت مدينة العيون، صباح يوم الأحد، واقعة خطيرة بعدما تعرض سائق سيارة أجرة لاعتداء شنيع بالسلاح الأبيض في حي تجزئة الخير، حيث باغته مجهولون وانهالوا عليه بالضرب، ما تسبب له في إصابات بليغة على مستوى اليد والرأس. وقد جرى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، في وقت خلف الحادث صدمة كبيرة بين زملائه في المهنة وسكان المنطقة.
حسب المعطيات الأولية، فإن السائق كان يمارس عمله بشكل عادي، قبل أن يتعرض لهجوم مباغت من طرف أحد الأشخاص، حيث حاول الدفاع عن نفسه، إلا أنه أصيب بجروح غائرة استدعت التدخل الطبي الفوري. وأظهرت صور ملتقطة من المستشفى آثار الدماء على ملابسه، إضافة إلى الضمادات التي غطت يديه ورأسه، ما يعكس خطورة الاعتداء.
الحادث يعيد من جديد النقاش حول الوضعية الأمنية لسائقي سيارات الأجرة، الذين يعتبرون من بين الفئات المهنية الأكثر عرضة للمخاطر. فمهنتهم، رغم أهميتها في خدمة المواطنين وتسهيل تنقلاتهم، تظل محفوفة بالمخاطر اليومية، سواء من خلال حوادث السير، أو السرقات، أو الاعتداءات الجسدية المباغتة.
ويؤكد العديد من المهنيين أن السائق يغامر بحياته بشكل يومي من أجل لقمة عيش كريمة، في غياب تغطية كافية تحميه من العنف أو الاعتداءات.
أمام هذا الوضع، تعالت أصوات نقابية ومدنية مطالبة السلطات الأمنية بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية وتشديد المراقبة، خصوصًا في الأحياء التي تعرف ارتفاعًا في معدلات الجريمة، إلى جانب سنّ إجراءات رادعة وتشديد العقوبات على كل من يعتدي على سائقي سيارات الأجرة، لما لذلك من أثر نفسي ومهني على الضحايا.
كما دعت فعاليات حقوقية إلى ضرورة فتح نقاش أوسع حول سبل تحسين ظروف عمل السائقين، عبر توفير وسائل حماية إضافية، مثل كاميرات المراقبة داخل سيارات الأجرة، أو زرّ استغاثة للتبليغ الفوري عن الاعتداءات.
من جهة أخرى، عبّر مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع السائق المعتدى عليه، معتبرين أن ما وقع جرس إنذار جديد حول تفاقم مظاهر العنف بالمدينة، ودعوا إلى ضرورة وضع حد لمثل هذه السلوكيات التي تهدد أمن وسلامة المواطنين.
وتداول نشطاء صور السائق وهو ممدّد على سرير المستشفى، متمنين له الشفاء العاجل، ومؤكدين أن “كل من يعمل بعرق جبينه من أجل إعالة أسرته يستحق الحماية والكرامة، بعيدًا عن مخاطر الجريمة والعنف”.
يبقى حادث الاعتداء على سائق الأجرة بالعيون مناسبة للتذكير بضرورة إعادة النظر في المنظومة الأمنية والاجتماعية التي تخص هذه الفئة، وضمان حقها في بيئة عمل آمنة تحفظ كرامتها وتضمن استمرارية الخدمة التي تقدمها للمواطنين.
فالاعتداء ليس فقط على شخص واحد، بل هو اعتداء على مهنة كاملة، وعلى مئات الأسر التي تعتمد على دخلها من هذا القطاع.