أحمد زعيم
أعلن المجلس الجماعي لمدينة الفقيه بن صالح عن تنظيم النسخة الأولى من الأيام الثقافية والإجتماعية والرياضية تحت شعار:
“روح المدينة… طاقة الشباب والإبداع”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 18 نونبر 2025.
البرنامج يتضمن أنشطة متنوعة تشمل تكوينات وورشات وندوات ولقاءات علمية وعروضا ثقافية وأنشطة رياضية، وهو ما اعتبره العديد من المتتبعين خطوة إيجابية ومحمودة موجهة إلى الشباب والإبداع والثقافة والرياضة والتوعية الإجتماعية، وامتدادا لباقي الأنشطة التي تعرفها المدينة من مواسم ومهرجانات مختلفة.
ورغم تنوع الأنشطة المبرمجة، عبرت بعض الفعاليات والجمعيات الثقافية والفنية عن إستيائها من حذف فقرات اعتبرت مكونا أساسيا من هوية المدينة، مثل التبوريدة والفولكلور المحلي وموسيقى كناوة، بإعتبارها من ركائز التراث اللامادي ومحركا اقتصاديا مهما بإقليم الفقيه بن صالح.
وفي هذا السياق، توصلت الجريدة بتصريح كتابي من أعضاء فرقة “ݣناوة مرسى”، جاء فيه ما يلي:
“تستغرب فرقة ݣناوة مرسى من الإقصاء الممنهج الذي طالنا، بعد حرماننا من الدعم العمومي برسم سنتي 2024 و2025، بحجة أن الميزانية غير كافية، وهو التبرير الذي نراه غير مقنع، خاصة وأننا نلاحظ أن نفس الجمعيات استفادت من الدعم العمومي خلال السنتين معا.
فرقتنا، التي تنظم مهرجانا دوليا لموسيقى كناوة يمثل مدينة الفقيه بن صالح وإقليمها وجهة بني ملال خنيفرة، فوجئت بعد أشهر من التحضير والمتابعة بتنظيم المجلس الجماعي للأيام الثقافية والإجتماعية والرياضية تحت شعار “روح المدينة… طاقة الشباب والإبداع”. وهنا نتساءل: أين هو الإبداع في إقصاء فرقة شبابية معروفة وطنيا ومن أبناء المدينة؟
وفي مكالمة هاتفية مع السيد رئيس المجلس الجماعي، الذي نكن له كل الإحترام والتقدير، وإستفسارا عن سبب الإقصاء، جاء جوابه بالحرف: “أنتم كتشاركو بزاف، أنا اللي طلعتكم لملتقى المهاجر”. والحقيقة أن مشاركتنا في ملتقى المهاجر جاءت بعد إتصال رسمي من أعضاء اللجنة المنظمة، وليس بتدخل من أي طرف.
نتساءل أيضا: لماذا تفتح الأبواب نفسها أمام الوجوه ذاتها كل مرة؟ وهل أصبح الدعم العمومي حكرا على فئة معينة؟
نؤكد أن أعضاء فرقة ݣناوة مرسى يعيشون من فنهم، ويتوفرون على بطائق مهنية للفنان، ويؤدون واجباتهم تجاه الدولة من ضرائب وإنخراط في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بإنتظام. فأين المنطق في إقصاء فنانين مهنيين يمثلون المدينة داخل وخارج الوطن؟”
من جهة أخرى، أثار إدراج دورة تكوينية لفائدة المراسلين المحليين المعتمدين لدى بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية، حول تقنيات الروبورتاج الإخباري عبر الهاتف المحمول، من تأطير الصحفي المعروف الصديق بن زينة، مدير مكتب القناة الثانية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ردود فعل متباينة.
فرغم الإشادة بالمبادرة وإعتبارها خطوة نوعية ومحمودة، إلا أن عددا من المراسلين المحليين عبروا عن إستغرابهم من تنظيم النشاط بإسم الجماعة دون إستشارتهم، متسائلين عن الجهة التي تمثلهم وتقرر بالنيابة عنهم، معتبرين أن هذه الخطوة ليست من إختصاص الجماعة الترابية.
كما لقيت بعض الندوات المبرمجة حول مواضيع مثل البدائل الفلاحية في ظل التغيرات المناخية، والرقمنة، والذكاء الاصطناعي، وفرص الشغل والتنمية المحلية، إنتقادات من متتبعين رأوا فيها تكرارا لما سبق طرحه في مواسم وندوات سابقة، دون أثر ملموس على أرض الواقع، حيث تتكرر المواضيع والوجوه ذاتها بينما تظل المشاريع متعثرة والتنمية غائبة.
وفي ختام هذه المتابعة، يبقى السؤال المطروح اليوم:
هل ستنجح الأيام الثقافية والإجتماعية والرياضية بالفقيه بن صالح في تجديد دماء الفعل الثقافي المحلي وفتح المجال أمام جميع الفاعلين دون استثناء؟ أم ستعيد إنتاج نفس الممارسات التي أضعفت ثقة الفنانين والمجتمع المدني في مؤسساتهم؟

									 
					