الدار البيضاء – يقين 24
لخضر حمزة
تواجه ساكنة مدينة الدار البيضاء، في مختلف الأحياء، سلسلة من الإشكالات المرتبطة بالخدمات الأساسية اليومية، وعلى رأسها الإنارة العمومية، والتطهير السائل، والتدخلات المستعجلة. هذه الإشكالات المتكررة جعلت جزءًا من المواطنين يتساءلون، بلهجة هادئة ومسؤولة: هل تعيش المؤسسة الجهوية لتعدد الخدمات مرحلة انتقالية صعبة، أم أن الموارد اللوجيستيكية والبشرية الحالية غير كافية لتغطية مدينة كبرى بحجم الدار البيضاء؟
عدد من المواطنين يشيرون إلى أن بعض التدخلات تتأخر، رغم الاتصال برقم الطوارئ المخصص لهذا الغرض. فبحسب شهاداتهم، يُبلغ المستدعون بأن الفريق “في الطريق”، لكنهم ينتظرون لساعات دون حضور أي طاقم، مما يترك لديهم انطباعًا بوجود صعوبات تنظيمية أو ضغط كبير على الفرق الميدانية.
هذا التأخر دفع بعض الساكنة إلى وصف تجربتهم بأنها “حكرة” أو “إهمال”، خصوصًا عندما لا يتم حلّ العطب إلا بعد تدخل أحد المنتخبين أو مسؤولي المقاطعات. وهي ملاحظات صريحة من مواطنين لا تهدف إلى الاتهام، بل إلى دق ناقوس التنبيه حول حاجة المدينة إلى استجابة أسرع وأكثر فعالية، لأن الخدمات الأساسية لا تحتمل التأجيل.
ويبقى السؤال المركزي الذي يطرحه المواطنون اليوم:
– هل تتوفر الشركة على العدد الكافي من شاحنات الإغاثة والدوريات؟
– هل حجم المدينة أكبر من قدرة الفرق الحالية؟
– أم أن مرحلة الانتقال المؤسساتي لم تكتمل بعد؟
أسئلة يطرحها السكان بلا اتهام، وبلا صدام، بل بدافع واحد: الرغبة في رؤية خدمات القرب تعمل بكفاءة، وبسرعة، وبإنصات أكبر لهموم المواطن البسيط.
فمدينة بحجم الدار البيضاء تحتاج إلى خدمات يومية متواصلة، وإلى تواصل واضح، وإلى سرعة في التدخل، حتى تستعيد الثقة بين المواطن والمؤسسات المكلفة بخدمته.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تتحسن وتيرة الاستجابة، وأن تتم مواكبة حاجيات عشرات الأحياء المترامية التي تنبض بالحياة، لأن المواطن لا يطلب المستحيل… فقط يطلب خدمة في الوقت المناسب.

