السمارة – خاليد بكيوض
في مشهد وطني مفعم بالاعتزاز والانتماء، أحيت مدينة السمارة صباح السبت فاتح نونبر 2025 الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، عبر تنظيم دورة تكوينية دولية في الصحافة والإعلام، إلى جانب ندوة علمية حول المبادرة الملكية الأطلسية، وذلك احتفاءً بروح الوطن وتجديداً للعهد على الثوابت الوطنية الراسخة.
وقد احتضنت الكلية متعددة التخصصات فعاليات هذا الحدث، الذي جاء بمبادرة من المنظومة المحلية، وبمشاركة واسعة من الصحفيين الشباب والمهنيين في المجال الإعلامي، ضمن رؤية تهدف إلى تأهيل الكفاءات الصحفية وتعزيز قدراتها المهنية في زمن التحول الرقمي والتحديات الاتصالية المعاصرة.

واستُهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، وسط أجواء غلبت عليها مشاعر الفخر والولاء للوطن. وترأس عامل إقليم السمارة الدكتور إبراهيم بوتوميلات الانطلاقة الرسمية لأشغال الدورة، بحضور نخبة من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين وممثلي السلطات المحلية والهيئات المنتخبة.
وفي الكلمات الافتتاحية، أكد المؤطرون أن هذه المبادرة تعكس وعي الإقليم بدور الإعلام في ترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية، مشيرين إلى أن الممارسة الصحفية الهادفة تمثل اليوم رافعة للتنمية وبناء الوعي الجماعي. كما تطرق المتحدثون إلى الموقف الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي لقضية الصحراء، باعتبارها ثمرة للرؤية الملكية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتجسيداً لدور المملكة كفاعل استراتيجي ملتزم بالسلم والتعاون الإقليمي.
وتوزعت محاور الدورة حول موضوعات جوهرية في العمل الإعلامي المعاصر، أبرزها: تقنيات البث المباشر والتغطية الميدانية، فن التواصل الفعال، التعامل المهني مع مصادر الأخبار، الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلى جانب المقاولة الإعلامية كمدخل لتطوير المشهد الصحفي المحلي وتحفيز روح الابتكار والمبادرة.
من جانبه، عبّر رئيس المجلس الإقليمي للسمارة في كلمته عن اعتزازه بهذا الحدث النوعي، مؤكداً أن الانتصارات الدبلوماسية التي راكمها المغرب لم تكن لتتحقق لولا الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، داعياً الشباب إلى استثمار هذه الفرصة لبناء جيل إعلامي مسؤول قادر على مواكبة المتغيرات العالمية والدفاع عن القضايا الوطنية بموضوعية ومهنية.
وعقب أعمال الدورة، احتضنت الكلية ندوة علمية دولية حول المبادرة الملكية الأطلسية، جاءت بعنوان “الأبعاد والأهداف والفرص والتحديات”. وقد تناول الباحثون والخبراء المشاركون الرهانات الجيوسياسية والاقتصادية لهذه المبادرة الاستراتيجية التي تسعى إلى جعل المغرب منصة للتكامل الأطلسي الإفريقي وجسراً لتعزيز التعاون جنوب–جنوب.
وأكد المتدخلون أن هذه الرؤية الملكية تمثل تحولاً استراتيجياً نحو بناء فضاء أطلسي إفريقي جديد قائم على التضامن والتنمية المستدامة والشراكة المتوازنة.
واختُتمت الفعاليات بأجواء من الفخر الوطني والاعتزاز الجماعي، جسّدت استمرارية روح المسيرة الخضراء التي تحوّلت من مسيرة الأرض إلى مسيرة العلم والبناء والإبداع، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.




