حليمة صومعي
أكد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، أن ورش الحماية الاجتماعية يشكل ركيزة أساسية في مسار التنمية الذي يقوده المغرب بقيادة الملك محمد السادس، مبرزاً أن عدد المستفيدين من البرامج الاجتماعية تجاوز 22 مليون مواطن خلال السنوات الأربع الأخيرة.
جاء ذلك في مداخلة الوزير، أمس الجمعة بمدينة بورتو البرتغالية، ضمن جلسة نقاش بعنوان “المنظور العالمي: التشغيل والسياسات الاجتماعية في سياق أوسع”، وذلك على هامش المنتدى الاجتماعي لبورتو 2025، الذي عرف مشاركة شخصيات وازنة من بينها المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبير هونغبو، ووزير الخارجية البرتغالي، باولو رانجل.
وأوضح السكوري أن المغرب ضاعف جهوده لتعبئة موارد مالية قارة من الميزانية العامة من أجل إنجاح ورش الحماية الاجتماعية، موازاة مع ابتكار آلية “السنة الاجتماعية” التي أطلقت منذ أربع سنوات، باعتبارها أداة لتقييم الوضع الاجتماعي ومواكبة مطالب الشغيلة قبل الاحتفال بعيد العمال.
وأضاف أن هذه المقاربة ساعدت على رصد التوترات غير المرصودة إحصائياً وتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص، مذكّراً بأن جائحة كوفيد كلفت الدولة نحو 11 مليار دولار، لكنها شكلت أيضاً حافزاً لتسريع الإصلاحات الهيكلية في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد.
وأشار السكوري إلى أن الحوار الاجتماعي مكّن المغرب من تمرير قانون الإضراب المنتظر منذ ستة عقود، والشروع حالياً في إصلاح مدونة الشغل بما يتماشى مع التحولات المرتبطة بمهن المستقبل وضمان حقوق العاملين.
وبخصوص استعدادات المملكة لتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، شدد الوزير على أن هذا الحدث الرياضي العالمي يتجاوز البعد الرياضي، ليشكل فرصة لترسيخ الثقة بين الدولة والمجتمع، وتعزيز روح التلاحم، وخلق مناخ جاذب للاستثمارات.
من جانبه، اعتبر المدير العام لمنظمة العمل الدولية أن معدلات البطالة العالمية مستقرة عند 5 في المائة، إلا أن “فجوة العمل” لا تزال مرتفعة وتشمل أكثر من 400 مليون شخص عبر العالم، معظمهم من النساء والشباب، وهو ما يطرح تحديات عميقة أمام السياسات العمومية.
أما وزير الخارجية البرتغالي، فأكد أن أوروبا مطالبة بالحفاظ على نموذجها الاجتماعي والديمقراطي في مواجهة التحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن المستقبل سيعرف تحولات في طبيعة العمل مع الحاجة المتزايدة إلى الوظائف ذات البعد الاجتماعي والثقافي.
ويهدف المنتدى الاجتماعي لبورتو، المنظم بشراكة مع المفوضية الأوروبية تحت شعار “وظائف ذات جودة في أوروبا اجتماعية وتنافسية”، إلى بلورة خطة جديدة لتفعيل الركيزة الأوروبية للحقوق الاجتماعية، وتعزيز القدرة التنافسية للقارة العجوز من خلال سياسات اجتماعية قوية ومتكاملة.