السمارة – الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 | خاليد بوكيوض
تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واسترجاع إقليم السمارة إلى حظيرة الوطن، احتضنت دار الثقافة الشيخ سيدي أحمد الركيبي صباح اليوم الثلاثاء ندوة علمية كبرى حملت عنوان “حصيلة القطاعات الإنتاجية والخدماتية منذ استرجاع الإقليم إلى حظيرة الوطن”، وذلك بمبادرة من المنظومة المحلية وبحضور وازن لعدد من المسؤولين والمنتخبين والمهتمين بالشأن التنموي.

في أجواء يطبعها الاعتزاز والانتماء، انطلقت أشغال الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها لحظة رفع النشيد الوطني، إيذانا ببدء جلسة افتتاحية ترأسها السيد محمد الناجي، الكاتب العام لعمالة الإقليم، نيابة عن السيد عامل إقليم السمارة، بحضور فعاليات مدنية وإدارية وشخصيات فاعلة في المجال التنموي.
الندوة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل شكلت محطة للتأمل في مسار خمسين سنة من التحول العميق والبناء المتواصل في عمق الصحراء المغربية. حيث تناولت الجلسة الصباحية عروضا علمية وقطاعية قدمها ممثلو مؤسسات محورية ساهمت في رسم ملامح النهضة التنموية بالإقليم.
في هذا الإطار، قدمت المديرية الإقليمية للمياه والغابات عرضا مفصلا حول جهود حماية الثروة الغابوية والنظم البيئية المحلية، مبرزة برامج التشجير والمبادرات التحسيسية التي حولت مساحات قاحلة إلى مجالات خضراء شكلت متنفسا بيئيا ودعامة للتوازن الإيكولوجي.
أما المديرية الإقليمية للفلاحة، فقد عرضت حصيلة خمسين سنة من التحولات الفلاحية النوعية، بفضل اعتماد تقنيات السقي العصري ودعم الفلاحين بالمواكبة التقنية والتمويل، مما ساهم في ارتفاع الإنتاج وتحسين مردودية الأراضي المستصلحة.
بدورها، سلطت المندوبية الإقليمية للصناعة والتجارة والخدمات الضوء على الدينامية الاقتصادية التي تعرفها المدينة، من خلال برامج دعم الاستثمار المحلي، وتوسيع البنيات التحتية التجارية، وتمكين الشباب من فرص التشغيل وريادة الأعمال عبر مبادرات تحفيزية ومواكبة ميدانية مستمرة.
وفي الجانب الثقافي والحرفي، قدمت المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية عرضا تناول استراتيجية تأهيل الحرفيين وتثمين الموروث الثقافي للمنطقة، عبر برامج التكوين والدعم التسويقي وطنيا ودوليا، حفاظا على الهوية الثقافية والرأسمال اللامادي للإقليم.
الندوة شكلت لحظة اعتراف جماعي بما تحقق من منجزات خلال خمسة عقود من البناء المتواصل، حيث أجمع المشاركون في ختامها على أن التحول الذي عرفه الإقليم هو ثمرة رؤية ملكية متبصرة ومجهود جماعي متكامل بين المؤسسات والفاعلين، في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
اليوم، تواصل السمارة ترسيخ موقعها كقطب اقتصادي وثقافي واجتماعي في الأقاليم الجنوبية، متطلعة بثقة نحو مستقبل يوازي حجم تاريخها العريق ومسيرتها التنموية التي انطلقت منذ استرجاعها إلى الوطن الأم قبل خمسين سنة.




