يقين 24/ حليمة صومعي
في خضم موجة الغضب الشعبي التي تجتاح مدن المغرب بقيادة شباب “جيل Z”، خرج الصحفي محمد خجلي بتصريح صادم عبر صفحته على “فيسبوك”، كشف فيه عن تعرضه لمحاولة مساومة مالية مقابل إسكات صوته المنتقد لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وقال خجلي في تدوينته التي لاقت تفاعلاً واسعاً بين النشطاء:
“اتصل بي أحد المتحزّبين من أحزاب الحكومة وطلب لقائي بالمقهى، فقبلت. ولما التقينا، ساومني بالسكوت عن انتقاد أخنوش مقابل (نتهلاّو فيك)… فرددت عليه: ماعندي مندير بكم ولا بهداياكم، فقط حطّوا استقالاتكم وزيدوا فحالكم.”
وأضاف الصحفي أنه غادر المقهى بعد أن دفع ثمن قهوته بنفسه، في إشارة رمزية لرفضه أي شكل من أشكال الارتهان أو الخضوع للابتزاز السياسي.
يأتي تصريح خجلي في سياق اتساع رقعة الاحتجاجات الشبابية ضد الفساد واستغلال النفوذ، حيث يتهم المحتجون الحكومة بالعجز عن تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة منطق “الريع والولاء”.
ويرى متابعون أن ما كشفه الصحفي يعكس عمق أزمة الثقة بين الإعلام والسلطة، ويجسّد رفض جيل جديد من الصحفيين لأي محاولة لتدجين الكلمة أو شراء المواقف.
منشور خجلي أحدث صدىً قوياً على مواقع التواصل، إذ عبّر العديد من النشطاء عن تضامنهم معه واعتبروا موقفه “درساً في الشرف المهني”، مطالبين النيابة العامة بفتح تحقيق فوري لتحديد هوية الشخص الذي حاول التأثير عليه.
وبينما تتسع موجة الغضب الشعبي، باتت كلمات الصحفي خجلي تُختزل في شعار واحد يتردد بقوة على المنصات:
“الكلمة الحرة ما تُشراش.”