يقين 24/ حليمة صومعي
تحول المؤتمر الدولي الثامن لجمعية “إم فارما”، المنعقد تحت شعار “الصيدلاني والعمل الإنساني”، إلى مناسبة لتسليط الضوء على الوجه الإنساني لمهنة الصيدلة، حيث برزت الشهادات والمبادرات التي أكدت أن دور الصيدلي يتجاوز جدران الصيدلية ليصل إلى قلب الكوارث والأزمات.
فقد استعرض المؤتمر نماذج مضيئة لمساهمات الصيادلة المغاربة خلال زلزال الحوز، حيث لم يقتصر تدخلهم على توفير الأدوية للمتضررين، بل بادروا إلى الحضور الميداني لتقديم الدعم النفسي والمعنوي والمساعدة المادية، في مشهد جسّد عمق التزامهم الاجتماعي. كما أعيد التذكير بدورهم الحاسم خلال جائحة كوفيد-19 التي وضعت المنظومة الصحية على المحك.
وعرضت عضوات المكتب الوطني للجمعية، إلهام السعدي وفاطمة براق، مبادرات إنسانية امتدت إلى مناطق تعاني خصاصاً في المياه عبر حفر الآبار، فضلاً عن مبادرات دعم الفئات الهشة في مختلف ربوع المغرب.
وأكدت رئيسة الجمعية حسناء مموني في كلمتها، أن حضور الصيادلة تجاوز الحدود الجغرافية، ليشمل المشاركة في جهود الإغاثة عقب إعصار دانيال في ليبيا، والمبادرات التضامنية في قطاع غزة رغم استهداف الجيش الإسرائيلي لعشرات الأطر الصحية والصيادلة.
لكن المؤتمر لم يخلُ من انتقادات، إذ وصفت مموني مشروع المرسوم الجديد لتسعير الأدوية الذي أطلقته وزارة الصحة بأنه “مرتبك” ولا يلامس جوهر إشكالات القطاع، محذرة من إقصاء الصيادلة من النقاشات الرسمية، ما يفرغ أي استراتيجية صحية من مضمونها.
واختتمت أشغال المؤتمر بجملة من التوصيات، أبرزها:
مراجعة مشروع تسعير الأدوية عبر مقاربة تشاركية.
بلورة نموذج اقتصادي جديد يضمن استدامة الصيدليات.
تشديد الرقابة على بيع الأدوية خارج المسالك القانونية.
التعجيل بانتخابات المجالس الجهوية للهيئة.
تحديث الترسانة القانونية المتقادمة منذ فترة الحماية الفرنسية.
هكذا، أعاد المؤتمر التأكيد على أن الصيدلي ليس مجرد وسيط دوائي، بل شريك إنساني أساسي في مسار بناء أمن صحي متين، وفاعل لا غنى عنه في مواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الصحية.