يقين 24/ حليمة صومعي
تزايد الجدل بين الأطباء والصيادلة حول مسألة استبدال الأدوية وصلاحيات القائمين على صرفها، بعدما عبّرت هيئات طبية عن تحفظها على “مؤهلات مساعدي الصيادلة” ودورهم في هذه العملية الحساسة.
في المقابل، عبّر صيادلة المغرب عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”اتهامات غير منصفة” تمسّ مهنيتهم، مؤكدين أن عملية استبدال الأدوية تمارس وفق القوانين الجاري بها العمل، وتندرج ضمن الأعراف المعتمدة في أغلب دول العالم.
وجاءت هذه التوضيحات عقب مراسلة وجهتها أربع هيئات طبية إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، تضمّ كلا من التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، والنقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، والنقابة الوطنية للطب العام، والجمعية الوطنية للمصحات الخاصة. وقد أكدت المراسلة أن الطبيب يظلّ “المسؤول الأول عن وصف الدواء”، بينما يقتصر دور الصيدلي على صرفه دون أي تعديل.
وذهبت الهيئات الطبية أبعد من ذلك بتوجيه استشارة قانونية حول الموضوع إلى البرلمان والأمانة العامة للحكومة، معتبرة أن “الاستبدال دون موافقة الطبيب قد يعرّض المريض لمخاطر مرتبطة بالتكافؤ الحيوي والتحمل، خاصة بالنسبة للفئات الهشة صحياً”.
من جانب آخر، ردّ أمين بوزوبع، الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، قائلاً إن “استبدال الأدوية لا يعني بأي حال تغيير خصائصها أو مكوناتها، بل يتعلق فقط بالعلامة التجارية، خصوصاً في ظل الانقطاع المتكرر لبعض الأدوية الحيوية في السوق المغربية”.
وأضاف بوزوبع أن مساعدي الصيادلة يتمتعون بتكوين يمتد لسنتين كاملة، إلى جانب تدريب مستمر بإشراف مباشر من الصيادلة أنفسهم، مؤكداً أن القانون يُلزم بحضور الصيدلي داخل الصيدلية، وأن ما يُروَّج حول “غيابهم الدائم” مجرد مزايدات لا أساس لها من الصحة.
أما عبد الرزاق المنفلوطي، رئيس النقابة الوطنية لصيادلة المغرب، فقد شدّد على أن المساعدين “أبانوا عن كفاءات عالية في الميدان، ويؤدون مهامهم بكفاءة ومسؤولية تحت إشراف الصيادلة”.
وأكد المنفلوطي أنه “لم تسجل أي حالة تثبت تسبب مساعدي الصيادلة في ضرر للمرضى”، مضيفاً أن “القطاع يزخر بطاقات مؤهلة نفتخر بها جميعاً، والتكوين في هذا المجال يخضع لمعايير دقيقة تضمن سلامة المريض وجودة الخدمة”.
وهكذا يستمر النقاش بين الهيئتين الصحيتين، في وقت تستعد فيه وزارة الصحة لإصدار دليل الأدوية الجنيسة، الذي من شأنه أن يحدد بوضوح ضوابط الاستبدال ويضع حداً لهذا الجدل المهني المتجدد.

