بقلم : نجاة سليم
تشارك المملكة المغربية في أكبر مناورة عسكرية بحرية متعددة الجنسيات في العالم، والتي من المقرر أن تبدأ في 15 شتنبر المقبل بمناسبة الاحتفال بالذكرى 250 لتأسيس البحرية الأمريكية.
ويعد المغرب البلد الافريقي والعربي الوحيد الذي تمت دعوته للمشاركة. فلماذا وقع الاختيار على المغرب دون غيره؟
دعوة المغرب للمشاركة في هذه المناورات، تعكس حضوره القوي والتزامه بتعزيز التعاون العسكري متعدد الأطراف وتبادل الخبرات في الأمن وتقوية القدرات البحرية. وحسب ما أورده موقع البحرية الأمريكية تضم قائمة الدول المشاركة هذه السنة الى جانب المغرب، كل من الأرجنتين والبرازيل، وكندا وتشيلي و كولومبيا، ثم فرنسا و ألمانيا، وإيطاليا واسبانيا.
وتشمل هذه القائمة ايضاً كل من اليونان واليابان، وهولندا، و المكسيك،إضافة إلى البارغواي، والبيرو، سنغافورة و السلفادور، ثم الدومينيكان، وكذا هندوراس ، و غواتيمالا، جامايكا ،بنما.
وتعود فكرة تنظيم هذه المناورات ( UNITAS) إلى مؤتمر أمريكا اللاتينية البحرية الأول المنعقد في بنما سنة 1959، حيث اتفقت الدول المشاركة على تنظيم تدريب بحري سنوي مشترك، وأقيمت أول نسخة من سنة 1960، لتصبح بعد ذلك أكبر مناورة بحرية تعرف مشاركة العديد من الدول من مختلف القارات.
وشددت الولايات المتحدة على أن هذه المناورات تعد منصة لتبادل الخبرات بين الضباط، بالإضافة إلى تدريبات متخصصة في الدفاع السيبراني، وكذا الغوص والانقاذ.
فيما تشمل المرحلة البحرية، تدريبات تكتيكية، وتمارين انزال بحرية وبرية وتسعى الولايات المتحدة من وراء هذه المناورات إلى تقوية القدرات البحرية بين الحلفاء والشركاء في بيئات بحرية معقدة.
ويأتي اختيار المغرب للمشاركة في هذه المناورات نظرا لعدة اعتبارات منها:
اعتبار واشنطن المغرب حليف استراتيجي لها خارج منظمة حلف الشمال الأطلسي ( الناتو)، وهو وضع تستفيذ منه دول قليلة، وتعتبر حيوية للأمن القومي العسكري والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية .
ويعد نجاح مناورات الأسد الإفريقي في نسخته الحالية التي تنظم سنويا بمشاركة القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، والتي اتسعت دائرتها هذه السنة بمشاركة جيوش 13 دولة. إذ عززت هذه المناورات من مكانة المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وكرست موقعه كقوة إقليمية ذات وضع عسكري خاص، كما تعبر عن الدور الذي باث يلعبه المغرب في حفظ الأمن والاستقرار إقليميا و دوليا.