شهد المغرب خلال الأسبوع المنصرم سلسلة من الأحداث البارزة التي تنوعت بين السياسة والرياضة والثقافة والصحة والتكنولوجيا، في مشهد يعكس دينامية التحول التي تعرفها المملكة على مختلف المستويات.
فعلى الصعيد الرياضي، خطف منتخب فتيان الأطلس لأقل من 17 سنة الأضواء بتحقيقه أكبر فوز في تاريخه بكأس العالم، بعدما اكتسح منتخب كاليدونيا الجديدة بنتيجة عريضة بلغت 16 هدفًا دون مقابل، ما أنعش آماله في التأهل إلى الدور الموالي ضمن أفضل الثوالث، وسط إشادة واسعة بالأداء المميز للاعبين الصغار.
وفي المجال السياسي والدبلوماسي، أكد السفير عمر هلال تقدير المغرب لموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الداعم لسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، مبرزًا أن زيارة ترامب المرتقبة إلى الصحراء المغربية ستكون ذات رمزية كبيرة في مسار الاعتراف الدولي المتنامي بمغربية الصحراء.
أما على المستوى الوطني، فقد أقرّ الملك محمد السادس يوم 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا جديدًا تحت اسم “عيد الوحدة”، تخليدًا للمنجزات التاريخية في قضية الصحراء المغربية، وليكون موعدًا سنويًا لإصدار العفو الملكي وإعادة برمجة الخطب الملكية بما ينسجم مع رمزية هذا اليوم.
وفي قطاع الاتصال، أطلقت شركات الاتصالات الثلاث — اتصالات المغرب، أورنج، وإنوي — خدمات الجيل الخامس (5G) رسميًا، لتصبح المملكة ضمن أوائل الدول الإفريقية التي تعتمد هذه التكنولوجيا الحديثة. وستشمل التغطية في مرحلتها الأولى المدن الكبرى، على أن يتم توسيعها تدريجيًا دون حاجة لتفعيل إضافي من المستخدمين.
وفي السياق ذاته، أعلنت اللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية عن تشديد الرقابة على “الإنترنت المظلم”، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات حازمة ضد أي نشر غير قانوني للبيانات الحساسة، وذلك في إطار تفعيل القانون رقم 08-09 لحماية الحياة الخاصة.
قطاع الصحة بدوره عرف مستجدات مهمة، حيث خصصت وزارة الصحة 800 منصب جديد لفائدة الممرضين والتقنيين الصحيين لسد الخصاص في المؤسسات الاستشفائية وتحسين جودة الخدمات. كما تمكنت فرق طبية مغربية في الرباط والدار البيضاء من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق على الصعيدين الوطني والإفريقي، بإجراء أول عمليات زراعة قوقعة الأذن باستعمال الروبوت، وهي خطوة نوعية في مجال الجراحة الدقيقة لعلاج فقدان السمع.
وفي المجال الثقافي، حظيت مدينة طنجة باعتراف دولي جديد بعدما تم إدراجها ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة في مجال الأدب، تقديرًا لإرثها الثقافي العريق وإسهاماتها في المشهد الإبداعي العالمي.
أما على المستوى المؤسساتي، فقد شهد الأسبوع توترًا بين مكتب التكوين المهني ووزارة الإدماج الاقتصادي، بعد تبادل الاتهامات بشأن تأخر صرف منح المتدربين، في خلاف يعكس حاجة ملحّة إلى تنسيق أفضل بين المؤسستين.
واختُتمت أبرز أحداث الأسبوع بتوضيح النيابة العامة بالدار البيضاء حول وفاة رجل الأعمال “سيون شمعون أسدون”، مؤكدة أن الوفاة ناتجة عن سقوط عرضي من درج منزله أثناء الاعتناء بحديقته، وأن التحقيقات ما تزال جارية لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
أسبوع مكثف بالأحداث إذن، جمع بين فرحة وطنية بفوز رياضي وإنجاز طبي واعتراف دولي، وبين قرارات سيادية وتحولات رقمية، لتؤكد المملكة مرة أخرى حضورها المتوازن بين مسارات التنمية والإصلاح والانفتاح على المستقبل

