بقلم: عزيز بلغازي زناتي
المحمدية، 20 شتنبر 2025
تأسّس النادي البلدي للمحمدية سنة 1958، في زمن كانت المدينة تُلقّب بـ«مدينة الزهور والرياضات الأنيقة». ومنذ ذلك الحين ظلّ النادي فضاءً جامعاً للرياضة والتربية والتنشئة، حيث ضمّ عبر تاريخه 14 فرعاً رياضياً، منضوية تحت لواء الجامعات الملكية المغربية، مما جعله إحدى أبرز واجهات المحمدية الرياضية.
من جردة الحوث إلى شارع مولاي يوسف
في بداياته، كان النادي قائماً بسارع الحسن الثاني قرب جردة الحوث، حيث احتضن أول مسبح في المدينة. وبعد تشييد المسبح بشكل رسمي، تقرر نقل النادي إلى مقره الحالي بشارع مولاي يوسف قرب شاطئ البحر، وذلك بموجب تفويت عقار جماعي صادق عليه المجلس البلدي سنة 1980.
دور اجتماعي وإنساني
لم يقتصر النادي على الأنشطة الرياضية فقط، بل انفتح على جمعيات المجتمع المدني، حيث احتضن أنشطتها الثقافية والإشعاعية. كما خُصصت بعض مرافقه لخدمات صحية، منها استضافة مقر لمستوصف القصبة، والمساهمة في إنجاح حملة التلقيح ضد كوفيد-19، إضافة إلى تنظيم دوريات ومنافسات رياضية متعددة.
التحديات الراهنة
رغم هذا الدور التاريخي، يواجه النادي صعوبات بسبب غياب دعم مالي منتظم، ما يثقل كاهل تسييره أمام:
مصاريف الماء والكهرباء.
صيانة البنية التحتية.
أجور بعض المستخدمين.
ولمواجهة الأزمة، أحدث النادي فضاءً لألعاب الأطفال كمورد إضافي، لكن الساكنة تفاجأت مؤخراً بإغلاقه وقطع الكهرباء عنه، رغم تأكيد الإدارة أداء الفواتير، ما أثار استياءً واسعاً.
نحو إنقاذ مؤسسة عريقة
الفاعلون المحليون يعتبرون أن حماية النادي تمر عبر:
1. توضيح رسمي من شركة التزويد بشأن الكهرباء.
2. إقرار دعم مالي من المجلس الجماعي والجهة ووزارة الشباب.
3. شراكات مع المجتمع المدني والقطاع الخاص.
4. فتح حوار موسع لتدارك الوضع وضمان الاستمرارية.
خاتمة
منذ 1958، ظلّ النادي البلدي للمحمدية شاهداً على تاريخ المدينة وذاكرتها الرياضية والاجتماعية. واستمراريته اليوم مسؤولية جماعية، تتطلب إرادة صادقة من كل الأطراف، حتى يبقى هذا الصرح متنفساً للأجيال المقبلة.