يقين 24
في سياق الجهود المبذولة لتعزيز الحوار الاجتماعي وتحسين بيئة العمل على مستوى جهة الشرق، برز إقليم الناظور بقوة خلال اليوم الدراسي المنظم حول “الحوار الاجتماعي والصحة والسلامة المهنية”، والذي جمع ممثلين عن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، ومنظمة العمل الدولية، ووكالة التنمية البلجيكية Enabel.
اللقاء، الذي عرف حضور وفد نقابي من الناظور يقوده ربيع مزيد، الكاتب العام للاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور، إلى جانب محمد سليماني، الكاتب العام للمكتب النقابي لشركة “الناظور البيئة”، أكد مرة أخرى أن الإقليم بات يشكل نموذجاً متقدماً في مجال التفاوض الاجتماعي داخل جهة الشرق.
وخلافاً لباقي أقاليم الجهة التي لم تسجل أي اتفاقية شغل جماعية خلال السنة، تمكن الناظور من توقيع اتفاقيتين جماعيتين كاملتين، ما جعله يحتل الصدارة الجهوية بفضل دينامية نقابية لافتة وحضور قوي لثقافة الحوار داخل المؤسسات.
وتوقف المشاركون مطولاً عند الاتفاقية الجماعية الخاصة بقطاع التدبير المفوض للنظافة، التي اعتُبرت أحد أنجح النماذج على الصعيد الوطني، سواء من حيث منهجية إعدادها أو المكاسب الاجتماعية التي أتاحت لعشرات العمال تحسين أوضاعهم المهنية والمادية.
وأكد المتدخلون أن نجاح الناظور في هذا المجال لم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة تراكم تجارب إيجابية في التفاوض بين النقابات والمؤسسات، ما جعل الإقليم مرجعاً في تفعيل آليات الوقاية، وتحسين شروط العمل، واحترام الحقوق الشغلية داخل المقاولات.
وفي ختام اللقاء، جرى التأكيد على ضرورة تعميم التجارب الناجحة للناظور على باقي أقاليم الجهة، ودعم برامج التكوين في مجالات الحوار الاجتماعي، والصحة والسلامة المهنية، وتطوير آليات التعاقد الجماعي بما يضمن بيئة عمل أكثر إنصافاً واستقراراً.

