نزار الصالحي.فاس
في أجواء يسودها الفخر والمسؤولية، عقدت جمعية الوفاق الرياضي الفاسي لألعاب القوى جمعها العام السنوي، مستعرضة حصيلة موسم استثنائي بكل المقاييس، رغم محدودية الموارد المالية. فقد واصل النادي تألقه على الساحة الوطنية عبر نتائج متميزة في العدو الريفي وألعاب القوى بمختلف الفئات، ذكوراً وإناثاً، حيث مثل عدد من عدائيه المغرب في بطولات عربية وإفريقية وعالمية، وحقق بعضهم ميداليات مشرفة اعتلت منصات التتويج. هذا التألق مكّن الفريق من احتلال المرتبة الخامسة وطنياً، متقدماً بمركزين عن الموسم المنصرم، منافسا أندية كبرى مثل الفتح الرباطي والجيش الملكي.
ورغم هذه النجاحات الرياضية، لا تزال الجمعية تعاني من ضعف الدعم المالي، إذ تعتمد بشكل شبه كلي على منحة الجامعة الملكية ومساهمات الأعضاء، في غياب أي مساندة فعلية من المجالس المنتخبة أو المستشهرين المحليين. هذه الوضعية الصعبة بلغت حدّاً اضطر معه بعض العدائين إلى تجنب اعتلاء المنصة في إحدى المنافسات الوطنية لعدم توفرهم على ألبسة رسمية تليق بالمقام، ما فوت على النادي فرصة تعزيز ترتيبه. كما توقف السباق النسوي الذي دأبت الجمعية على تنظيمه في الثامن من مارس بسبب غياب التمويل.
ورغم كل ذلك، يواصل الوفاق الرياضي الفاسي عمله الميداني لتوسيع قاعدة الممارسين في مختلف أحياء المدينة، مؤمناً بأن الاستثمار في ألعاب القوى هو استثمار في الشباب والمستقبل. هذه التجربة تلقي الضوء على واقع رياضي يحتاج إلى مراجعة، وإلى دعم أكثر توازناً لا يقتصر على كرة القدم وحدها، بل يشمل كل الرياضات التي ترفع راية فاس والمغرب في المحافل الوطنية والدولية.