يمثل غداً الخميس البرلماني المهدي العالوي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أمام قاضي التحقيق بالغرفة الأولى المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بفاس، وذلك في إطار التحقيق التفصيلي معه ومع 34 شخصاً آخرين، من بينهم 10 موظفين ومقاولين، بسبب اختلالات مالية وإدارية شابت تسيير جماعة ملعب بدائرة تنجداد بإقليم الرشيدية خلال الولاية الجماعية السابقة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس قرر إحالة البرلماني ومن معه على التحقيق، بعد توصله بمحاضر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، التي أنجزت أبحاثاً استندت إلى تقرير للمفتشية العامة للإدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية. التقرير كشف عن خروقات مالية خطيرة في تدبير مداخيل الجماعة ونفقاتها.
خروقات في المداخيل
من بين ما سجله التقرير، تحديد مبالغ الرسوم على محال بيع المشروبات واستخراج مواد المقالع بطريقة غير قانونية، وعدم تطبيق مساطر استخلاص الرسوم من الملزمين، إضافة إلى تقاعس الجماعة عن فرض الجزاءات على شركات تستغل المقالع دون تقديم بياناتها السنوية. كما تبيّن وجود مبالغ غير محصلة مرتبطة بواجبات كراء الممتلكات الجماعية، بلغت حوالي 51 مليون سنتيم، دون اتخاذ أي إجراء لاسترجاعها.
تجاوزات في النفقات والصفقات
على مستوى النفقات، أشار التقرير إلى لجوء المجلس إلى سندات طلب بمبالغ تقارب 200 ألف درهم للسند الواحد بدل اللجوء إلى الصفقات القانونية، مع الاستعانة بمكاتب دراسات غير مختصة. كما كشف عن مبالغة في أثمان بعض سندات الطلب، وإسناد مشاريع حفر آبار وأثقاب لمقاولات غير مؤهلة، دون تراخيص من وكالة الحوض المائي.
وسجّل التقرير أيضاً صرف مبالغ مهمة في صفقات الوقود (حوالي 59 مليون سنتيم) دون توثيق إشهاد فعلي على الخدمة، إضافة إلى المبالغة في أثمان سيارات الإسعاف والنقل المدرسي، حيث اقتنت الجماعة سيارات بمبالغ تتجاوز قيمتها الحقيقية بكثير.
تدبير غير شفاف
كما رصدت المفتشية توقيع الرئيس على فواتير وكشوفات مالية دون إشهاد المصالح التقنية، وصرف منح الجمعيات بشكل انفرادي ودون معايير واضحة أو اتفاقيات شراكة. وأشار التقرير إلى ارتفاع غير مبرر في نفقات الأعوان العرضيين بنسبة تقارب 48% ما بين سنتي 2017 و2019، مع غياب معايير لتحديد الحاجة الفعلية لهم.
هذه الخروقات المالية والإدارية جعلت قاضي التحقيق يستمع للبرلماني العالوي ومن معه في إطار التحقيق التفصيلي، في انتظار ما ستسفر عنه جلسات الاستماع المقبلة.
📌 المصدر: جريدة الأخبار