تعيش مدينة بوجدور هذه الأيام على إيقاع استعدادات مكثفة لاستقبال الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة، في حدث وطني استثنائي يزاوج بين رمزية التاريخ وحيوية الحاضر، ويعكس روح الانتماء العميق للوطن والعرش المجيد.
وتسود أجواء من التعبئة الشاملة في مختلف المصالح والهيئات المحلية، حيث تتواصل الاجتماعات التنسيقية لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج احتفالي متنوع يضم أنشطة ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية، تروم تخليد ذكرى وطنية شكلت منعطفًا حاسمًا في مسار الوحدة الترابية للمملكة.
وأكد رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور أن هذه الذكرى الخمسينية ستكون محطة لإبراز ما حققته المدينة من منجزات تنموية خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل على إعداد برنامج شامل يعكس هوية بوجدور المتجددة وروحها الوطنية المتأصلة، مع التركيز على إشراك الشباب والمجتمع المدني في مختلف مراحل التحضير والتنفيذ.
من جهتها، تشرف السلطات المحلية بقيادة عامل الإقليم على تتبع دقيق لمختلف الترتيبات التنظيمية واللوجستية، ضمانًا لنجاح الفعاليات المبرمجة وسلامة المشاركين والزوار، في صورة تجسد مكانة بوجدور كمدينة تنبض بالحيوية والتطور، وقادرة على احتضان تظاهرات وطنية كبرى.
وفي هذا السياق، يضطلع المجتمع المدني بدور محوري في إثراء الاحتفالات، من خلال مبادرات ثقافية وفنية ومواكبة إعلامية تعبّر عن الارتباط العميق بين الساكنة وقيم الوطنية والوفاء. كما يبرز “الملتقى الاجتماعي والثقافي” كمحطة بارزة ضمن برنامج الاحتفالات، إذ سيقدم فقرات فنية وتراثية تبرز تنوع الموروث المحلي وغنى الإبداع الشبابي بالمنطقة.
أما لجنة الإعلام والتواصل، برئاسة بيروك الضبيالي زهرة، فتتولى مواكبة التغطية الإعلامية للحدث على المستويين المحلي والوطني، بهدف نقل أجواء الاحتفالات وتوثيقها بأسلوب احترافي يعكس الصورة المشرقة للمدينة ويُبرز ما تزخر به من كفاءات ومبادرات متميزة.
وبين زخم التحضيرات وروح الوطنية العالية، تستعد بوجدور لتعيش لحظة تاريخية تُعيد إلى الأذهان أمجاد المسيرة الخضراء وتؤكد استمرارية العهد مع الوطن. فبوجدور اليوم ليست فقط مدينة في الجنوب المغربي، بل عنوانٌ للتحدي والانتماء، ومرآةٌ لمسيرة تنموية متجددة تُترجم على أرض الواقع شعار “الوطن في القلب، والتنمية في المسار”

