كشفت صحيفة “كورييري ميلانو” الإيطالية في تحقيق صادم عن وجود شبكة إجرامية منظمة تستغل شبانا مغاربة، معظمهم من منطقة بني ملال، وتجبرهم على العمل في تجارة المخدرات بحديقة غروان الإيطالية.
ووفقا للتحقيق، فإن هؤلاء الشبان، أغلبهم مراهقين، يُعاملون كـ”عبيد”، حيث يتم استقطابهم من بلادهم وتوفير كل ما يلزمهم من سكن وطعام وملابس وأسلحة، مقابل إخضاعهم لرقابة مشددة لإجبارهم على بيع المخدرات.
التحقيق أوضح أن هؤلاء الشباب يمنعون من التجول بحرية، ويوضعون تحت المراقبة على مدار الساعة. وفي حال فشلهم في تحقيق الأرباح المطلوبة أو ضياع أي كمية من المخدرات، فإنهم يتعرضون للضرب والتعذيب من قبل المسؤولين عنهم.
وللدفاع عن أنفسهم، يزود التجار بأسلحة حادة كالمناجل، والتي قد تُستخدم أيضا ضد قوات الشرطة والدرك، كما تُظهر عمليات التنصت التي نفذتها السلطات.
كما تطرق التحقيق إلى المسارات التي تستخدمها الشبكة، حيث تُعد إسبانيا نقطة عبور رئيسية. ويتم إيواء الشباب في مساكن خاصة، مثل المزارع القديمة، التي يمتلكها أو يستأجرها أقارب ومتواطئون.
في حال اعتقال أحد هؤلاء المراهقين من قبل السلطات، تسارع العصابات الإجرامية إلى تهريبهم مرة أخرى إلى إسبانيا. تُستغل ثغرات إجرائية هناك لتسهيل إطلاق سراحهم، مما يُعطي هذه الشبكات فرصة للاستمرار في أنشطتها الإجرامية دون خوف.
وأكدت السلطات الإيطالية، بما في ذلك محافظ ميلانو وقوات الكارابينييري، التزامها بمكافحة هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة في المنطقة.