حليمة صومعي
في واحد من أهم شوارع مدينة بني ملال، وبالقرب من مركز التكوين المهني ورئاسة جامعة السلطان وحي ديار المنصور، تتكرر مشاهد غير مألوفة لقيام مختلين عقلياً ومشردين بربط أكياس بلاستيكية وبقايا أقمشة وخردة على الأعمدة الكهربائية.
هذه الممارسات العشوائية، التي قد تبدو للبعض بسيطة، تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على سلامة هؤلاء الأشخاص أولاً، ثم على المارة ثانياً، خاصة إذا لامسوا أجزاء كهربائية غير معزولة أو تسببوا في إتلاف معدات الإنارة.
إضافة إلى الجانب الخطير، فإن هذه الظاهرة تسيء إلى جمالية المدينة وتشوه معالم شارع حيوي يُفترض أن يعكس صورة حضارية لعاصمة جهة بني ملال خنيفرة، خصوصاً أنه يجاور مؤسسات تعليمية وتكوينية يرتادها المئات يومياً.
الساكنة ومرتادو الشارع يطالبون السلطات المحلية والمكتب الوطني للكهرباء بالتدخل السريع لإزالة هذه المخلفات، وتأمين الأعمدة، ووضع حلول تحد من اقتراب أي شخص منها، سواء عبر تعزيز المراقبة أو بإضافة تجهيزات واقية تحترم معايير السلامة.
فالوقاية في مثل هذه الحالات لا تقتصر على حماية البنية التحتية، بل تمتد إلى حماية الأرواح، خصوصاً الفئات الهشّة التي قد تدفعها ظروفها أو حالتها النفسية للقيام بسلوكيات خطيرة دون وعي بعواقبها.