يقين 24 ـ متابعة
أثار موضوع وجود جسيمات معدنية وبلاستيكية دقيقة في المياه المعبأة بالمغرب نقاشاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية، بعد تداول تقارير علمية دولية تشير إلى احتمال احتواء بعض أنواع المياه المعلبة على نسب من المواد المجهرية التي قد تُشكل خطراً على صحة الإنسان.
وفي هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية حنان أتركين عن حزب الأصالة والمعاصرة سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالبت فيه بتوضيح رسمي حول مدى صحة هذه المعطيات، والإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لضمان سلامة المياه المعبأة المعروضة في الأسواق الوطنية.
وأكدت أتركين أن هذه الجسيمات قد تتسلل إلى جسم الإنسان عبر الاستهلاك المتكرر للمياه المعلبة، مما قد يسبب أضراراً على المدى البعيد تمس الجهاز الهضمي والمناعي، مشددة على أن الموضوع يستدعي “تدخلاً عاجلاً وشفافاً” من الجهات المختصة.
ودعت البرلمانية في سؤالها إلى الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية التي تُجريها المصالح المعنية بشكل دوري، مع ضرورة تشديد المراقبة على وحدات إنتاج وتعبئة المياه المعدنية، وتحيين المعايير المعتمدة بما يواكب التطورات العلمية الحديثة في هذا المجال.
من جانب آخر، يرى عدد من المتابعين أن إثارة مثل هذه التقارير يجب ألا تُثير الذعر بين المستهلكين، بقدر ما ينبغي أن تُشجع على تحسين جودة المنتوج الوطني وتعزيز الثقة في مؤسسات المراقبة الصحية.
وتشير دراسات علمية دولية إلى أن المياه المعبأة في مختلف دول العالم قد تحتوي على جسيمات دقيقة من البلاستيك والمعدن، يتراوح حجمها بين الميكرونات والنانومترات، ما يجعلها قابلة للنفاذ إلى الجسم والتراكم فيه مع مرور الوقت.
ويبقى الرهان اليوم، بحسب خبراء في المجال البيئي، هو التحكم في مصادر التلوث الصناعي والبلاستيكي، وتطوير تقنيات تصفية أكثر دقة تضمن نقاء المياه المعبأة التي تصل إلى المستهلك المغربي.

