يقين 24/محمد فتاح
في زمن تتسارع فيه التهديدات وتتشظى فيه الجغرافيا الأمنية، لا تأتي زيارة عبد اللطيف الحموشي إلى تركيا كحدث دبلوماسي عابر، بل كعلامة فارقة في لغة الأمن التي باتت تُكتب بتوقيع دولي، وتُقرأ بتقاطع المصالح والقلق المشترك.
أنقرة ليست بعيدة عن مراكش
أن يلتقي الحموشي بنظيره التركي، فذلك يعني أن الأمن لم يعد شأنًا سياديًا مغلقًا، بل صار مشاعًا دوليًا، تُتداول فيه المخاوف كما تُتداول الابتكارات. الحديث عن الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة ليس مجرد تبادل تقني، بل هو اعتراف ضمني بأن الخطر لم يعد يعرف الحدود، وأن الحل لا يمكن أن يولد داخل الجغرافيا وحدها.
الأمن في خدمة الصورة؟ أم في خدمة المواطن؟
حين تُطرح كأس إفريقيا وكأس العالم ضمن أجندة اللقاءات الأمنية، فإننا أمام تحول في وظيفة الأمن: من حماية المواطن إلى حماية الصورة. لكن، هل يمكن للأمن أن ينجح في تأمين التظاهرات دون أن يؤمن أولًا يوميات المواطن؟ وهل يمكن للابتكار أن يُخفي هشاشة الواقع؟
معرض الأمن: تكنولوجيا تتأمل في نفسها
زيارة المعرض الدولي “IGEF 2025” ليست فقط جولة في أروقة الابتكار، بل هي مساءلة ضمنية: هل يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل اليقظة؟ وهل يمكن للآلة أن تفهم نبض الشارع؟ الأمن ليس فقط كاميرا ذكية، بل هو عين بشرية ترى ما لا يُرى، وتقرأ ما لا يُقال.
التعاون الأمني: بين الضرورة والاختبار
اللقاءات الثنائية مع وفود السعودية، الأردن، وماليزيا، تكشف أن المغرب يراهن على شراكات أمنية متعددة. لكن، هل هذه الشراكات تُبنى على الثقة؟ أم على الخوف؟ وهل يمكن أن تتحول إلى تحالفات إنسانية لا مجرد اتفاقات تقنية؟