بقلم: محمد فتاح – ابن أحمد
في مدينةٍ تُشبه الحافة، لا تُقاس الفوارق بالأرقام، بل تُقاس بالمسافة بين من يحلم ومن يُسمح له بالحلم. هنا، لا يُطرح سؤال العدالة في البرلمان، بل في طابور المستشفى، في عتمة الأزقة، وفي صمت المواطن الذي لم يُمنح حق الصوت.
تقليص الفوارق الاجتماعية ليس مشروعًا تنمويًا يُعرض في نشرة الأخبار، بل هو فعلٌ يبدأ من التفاصيل:
– من إنارة تُعيد للحي كرامته،
– من مدرسة تُشبه المستقبل لا الماضي،
– من سوق يُنظم لا يُترك للفوضى،
– من مسؤول يُصغي لا يُراكم الملفات.
في ابن أحمد، تتجلى الفوارق في اليومي:
طفلٌ يدرس في مدرسة بلا توجيه،
مريضٌ ينتظر دواءً لا يأتي،
شبابٌ يقتسمون صبيب الإنترنت على الرصيف،
وأحياءٌ تُضيء بالصدفة لا بالخطة.
الكتابة هنا ليست وصفًا، بل مساءلة. لأن الواقع لا يحتاج من يُصفّق له، بل من يُقلقه.
هل نملك الجرأة لنُعيد تعريف الإنصاف؟
هل نُدرك أن العدالة لا تُوزّع فقط عبر الميزانيات، بل عبر الإنصات؟
هل نُصغي للهامش قبل أن يتحوّل إلى مركز الغضب؟
في مدينةٍ تُشبهنا، لا نكتب لنُرضي، بل لنُذكّر: أن الوطن لا يُكتمل إلا حين يشعر كل مواطن أنه جزءٌ منه، لا هامشٌ فيه.