يقين 24/ حليمة صومعي
بينما تتصاعد الاحتجاجات في المغرب مطالبة بإصلاحات عاجلة في قطاع الصحة، اختفى السياسيون عن المشهد، تاركين المواطنين وحدهم في مواجهة أزمات يومية متفاقمة.
المفارقة تكمن في ظهور بعض قيادات المعارضة في مهرجانات حزبية، والدموع تنهمر من عيونهم، فيما رأى متتبعون أن هذه المشاهد لا تعدو أن تكون جزءاً من حملة انتخابية مبكرة، بعيدة عن واقع المواطنين وهمومهم الحقيقية.
على مدى الأشهر الماضية، غابت الأحزاب عن النقاش العمومي بشأن القضايا الحيوية، مكتفية بالتحضير للانتخابات، وتجديد الفروع الإقليمية، والانشغال بالاجتماعات مع وزارة الداخلية حول قوانين الانتخابات، دون تقديم أي مبادرة لمعالجة الأزمات التي تمس حياة المواطنين اليومية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأمناء عامين، منهم محمد والزين عن الحركة الشعبية، وعبد الإله بنكيران عن العدالة والتنمية، وهما يستعرضان دموعاً على المنصات، كأنها “أداة سياسية” لاستقطاب الانتباه، أكثر من كونها تعبيراً صادقاً عن الحس الوطني.
وتؤكد دراسة حديثة للمركز المغربي للمواطنة بعنوان “الأحزاب السياسية المغربية وأزمة المصداقية” أن الأحزاب تتصدر قائمة المؤسسات التي تواجه أزمة ثقة حادة لدى المواطنين، وهو ما يجعل مسرحية “الدموع الانتخابية” عاجزة عن استعادة مصداقيتها المفقودة.