السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
مع بداية كل موسم رياضي، يتجدد الجدل حول غياب لاعبين من إقليم بني ملال عن المركز الفيدرالي لكرة القدم بالمدينة. ورغم أن هذا المركز أحدث خصيصاً لتأطير الطاقات الشابة وتطويرها، فإنه ما يزال، إلى اليوم، عاجزاً عن احتضان أي موهبة محلية، في وقت تزخر فيه المنطقة بلاعبين يملكون كل المقومات للوصول إلى أعلى المستويات.
إن ما يثير الاستغراب، هو أن المركز الذي شُيّد ببني ملال بتمويل من مجلس جهة بني ملال–خنيفرة، لا يعكس بتاتا أهدافه الأصلية، حيث لم يُسجل إدماج لاعبين من المركز الفدرالي ضمن لوائح المنتخبات السنية، ولا حتى حضورهم في التظاهرات الإفريقية الأخيرة، مثل كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، التي تُوج بها المنتخب الوطني دون أن يمثل المركز أي لاعب منها.
ولا يخفى على أحد، السيد الرئيس، أنكم بذلتم مجهودات جبارة من أجل النهوض بكرة القدم الوطنية، حيث شهدت ولايتكم نهضة حقيقية على مختلف الأصعدة، سواء من حيث البنيات التحتية أو الحكامة أو النتائج المحققة على المستوى القاري والدولي. ويكفي أن المنتخب الوطني بات رقماً صعباً قارياً وعالمياً، وهو ما يعكس الرؤية الإصلاحية الناجعة التي تقودونها، والتي تحظى بتقدير واحترام واسع.
ونحن إذ نثمّن المجهودات الكبيرة التي بذلتموها للنهوض بكرة القدم الوطنية، والتي أسهمت في تحقيق نتائج متميزة على الصعيد القاري والدولي، نود تذكيركم بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي ألقاها في خطاب الصخيرات 2008، حيث قال جلالته:
“علينا أن نجعل الرياضة المغربية رافعة للتنمية الوطنية، وأن نوسع قاعدة الممارسة الرياضية لتشمل جميع الفئات العمرية، مع تشجيع الكفاءات المحلية وتأطير الشباب، لضمان مستقبل أفضل لكرة القدم المغربية.”
هذا الواقع يطرح أسئلة عميقة حول المعايير المعتمدة في اختيار اللاعبين، ومدى شفافيتها، ويغذي شعوراً بالإقصاء لدى مواهب محلية كان من المفروض أن تجد في هذا المركز الفيدرالي منصة للانطلاق. وهو ما يضع مسؤولية مباشرة على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي ترفع شعار تكافؤ الفرص بين مختلف الجهات.
السيد الرئيس، إن ساكنة إقليم بني ملال ومعها الفاعلون الرياضيون المحليون يطالبون بتدخل عاجل من جانبكم، قصد إعادة النظر في آليات الانتقاء وفتح المجال أمام أبناء المنطقة لإبراز قدراتهم. فبناء مركز في قلب المدينة دون إشراك مواهبها، يُفرغ المشروع من مضمونه ويضيع استثماراً مهماً كان الهدف منه خدمة كرة القدم الوطنية.
إنصاف مواهب بني ملال اليوم، هو خطوة ضرورية لترسيخ العدالة الرياضية وتعزيز الثقة في مؤسسات الكرة المغربية. وأمل الأسر الملالية أن يجد صوتها صدى لدى رئاسة الجامعة، حتى تتحول الوعود إلى واقع ملموس، ويصبح المركز الفيدرالي فعلاً مدرسة لإعداد جيل جديد من اللاعبين، لا حكراً على مناطق بعينها.