خاليد بكيوض
في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والانتماء، احتضن المركز الثقافي الشيخ سيدي أحمد الركيبي بمدينة السمارة صباح اليوم الخميس مهرجانا خطابيا مهيبا ترأسه عامل الإقليم الدكتور إبراهيم بوتوميلات، وذلك تخليدا للذكرى الخمسين لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن انطلاق المسيرة الخضراء.
الاحتفال الذي يندرج ضمن سلسلة الأنشطة الرسمية المنظمة عبر ربوع المملكة بهذه المناسبة الوطنية الخالدة، شكل محطة رمزية لاستحضار معاني التضحية والوحدة التي صنعت هذا الحدث التاريخي الذي غيّر مسار الوطن وأعاد رسم ملامح سيادته الكاملة على ترابه.
افتتحت فقرات المهرجان بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها لحظة مؤثرة عزف خلالها النشيد الوطني في أجواء خيمت عليها مشاعر الاعتزاز بالانتماء للوطن واستحضار قيم المسيرة وروحها المتجددة.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل الإقليم الدكتور إبراهيم بوتوميلات أن المسيرة الخضراء ستظل رمزا خالدا للتلاحم بين العرش والشعب، ودليلا على عبقرية الرؤية الملكية التي صاغها جلالة المغفور له الحسن الثاني، مبرزا أن الأقاليم الجنوبية، وفي مقدمتها السمارة، شهدت تحولات كبرى بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من التنمية الشاملة أساسا لترسيخ الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة المجالية.
وحضر هذا الموعد الوطني عدد من المنتخبين والأعيان وشيوخ القبائل وممثلي المجتمع المدني، الذين عبروا عن اعتزازهم الراسخ بمغربية الصحراء وتجندهم الدائم للدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها، مؤكدين استمرارهم في المساهمة في مسار البناء والتنمية.
وشهدت الفعالية عرضا تاريخيا تناول الخطاب الملكي الذي أعلن فيه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، في لحظة استحضرت فيها الذاكرة الوطنية مشاهد تلك الملحمة الشعبية الفريدة التي جسدت أسمى معاني الوطنية والوحدة.
واختتم المهرجان بعرض شريط وثائقي تناول خمسين سنة من المنجزات التنموية بالأقاليم الجنوبية، مبرزا حجم التحولات والمشاريع الكبرى التي غيرت وجه المنطقة وجعلت منها نموذجا للتنمية المتكاملة بفضل التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس.
لقد شكل هذا اللقاء الوطني بالسمارة لحظة وفاء للوطن وللملحمة التي أضاءت طريق المستقبل، وجدد خلالها الحاضرون العهد على مواصلة مسيرة البناء في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

