شهد مهرجان الراي بمدينة وجدة، في دورته الحالية، بداية مرتبكة وفتوراً غير معهود، بعدما تحولت عودته المرتقبة، بعد سنوات من الغياب، من مناسبة فنية وثقافية للاحتفاء بموروث الراي إلى مادة للجدل والاستياء، إثر تفجر فضيحة تتعلق ببيع شارات مخصصة للصحفيين داخل مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مقابل مبالغ مالية.
وحسب ما عاينته جريدة “يقين 24″، فقد انتشرت عشرات المنشورات التي تُروج لشارات الاعتماد الصحفي، والتي تُخول لحامليها الولوج إلى المنصة الأمامية للمهرجان إلى جانب أصحاب التذاكر الخاصة، وهو ما أثار موجة من الغضب في صفوف الصحافيين والمتابعين للشأن الثقافي، الذين اعتبروا أن هذه الممارسات تسيء إلى صورة المهرجان وتطرح تساؤلات جدية حول شفافية تنظيمه.
العديد من الصحافيين الذين تواصلت معهم “يقين 24” أعربوا عن امتعاضهم من ما وصفوه بسوء التنظيم والعشوائية في توزيع بطاقات الصحافة، فضلاً عن غياب المعايير المهنية في منح الاعتمادات، حيث أكد بعضهم أن الجهة المنظمة لم تُلزم طالبي الاعتماد بالتوفر على بطاقة الصحافة المهنية، وهو ما يتنافى مع تصريحات سابقة لأحد المسؤولين عن التنظيم، والذي شدد على أن العملية خضعت لشروط دقيقة، أبرزها اعتماد البطاقة المهنية الصادرة عن المجلس الوطني للصحافة.
كما سجل المتحدثون ذاتهم جملة من النقائص التنظيمية، أبرزها تعامل غير مهني من بعض عناصر الأمن الخاص، وعدم توفير الظروف الملائمة للعمل الصحفي، ما جعل عدداً من الصحافيين عاجزين عن أداء مهامهم في تغطية التظاهرة بالشكل المطلوب.
في المقابل، نفى مدير مهرجان الراي للشرق، ورئيس اللجنة الثقافية بولاية جهة الشرق، جمال حدادي، في تصريح لـ “يقين 24″، جميع الاتهامات المتعلقة ببيع شارات الصحافة أو توزيعها بشكل غير قانوني، معتبراً أن ما يُروَّج له مجرد ادعاءات مغرضة هدفها تشويه صورة المهرجان وضرب مجهودات فريق العمل، مؤكداً أن التنظيم يتم وفق ضوابط واضحة ومعايير دقيقة، واصفاً هذه الادعاءات بـ”السلوكيات الصبيانية”.
وأشار حدادي إلى أن المهرجان يستقطب فنانين معروفين كالفنان الدوزي، وأن عودة التظاهرة هذه السنة بعد غياب طويل لم تكن سهلة، وتتطلب دعماً وتشجيعاً لا تشويشاً. كما دعا في السياق ذاته إلى تقديم مقترحات بنّاءة تساهم في تحسين التنظيم خلال الدورات المقبلة، دون الانزلاق نحو خطاب التيئيس والتبخيس.
وأضاف مدير المهرجان أن الحضور إلى الفعاليات مجاني، مستغرباً تداول منشورات تُعرض فيها بطاقات الدخول للبيع، قائلاً: “لا يعقل أن يدفع أحدهم مقابلاً مادياً من أجل الوقوف في المقدمة، في حين أن الولوج مفتوح للجميع”.
وبخصوص الشكاوى المتعلقة بسوء التنظيم، أكد حدادي أن التظاهرة تسير في ظروف جيدة، مشدداً على أن الطاقم الساهر على تنظيم المهرجان يشتغل بمهنية عالية، سواء في التنسيق مع الفنانين أو في تدبير الحضور الجماهيري.
تجدر الإشارة إلى أن آخر دورة لمهرجان الراي نُظمت سنة 2019، قبل أن تتوقف لعدة سنوات رغم استئناف الأنشطة الثقافية بالمملكة. وقد شهدت نسخة هذه السنة عودة المهرجان تحت اسم جديد “مهرجان الراي للشرق”، وسط تطلعات الجماهير إلى أن يستعيد بريقه ومكانته في خارطة المهرجانات الفنية بالمغرب.