لم تعد الروائح المنبعثة من مطرح النفايات بطريق سيدي حرازم مجرد إزعاج عابر لسكان فاس، بل تحولت إلى مشكل بيئي حاد يختنق بسببه يوميا سكان الأحياء المجاورة للمطرح بمقاطعة سايس، بل حتى مرتفقي المركز الاستشفائي الجامعي CHU لم يسلموا من هذا التلوث المستمر. الضجة التي أثارها البث المباشر الذي قدمته جريدة “يقين 24” بمعية الحقوقي محمد أمين فطري، كانت كفيلة بإخراج هذا الملف من صمته. ومع تصاعد الغضب الشعبي، بادرت جماعة فاس بإصدار بلاغ صحفي أعلنت فيه تشكيل لجنة مختلطة بأمر من والي جهة فاس-مكناس، تضم مختلف المتدخلين المحليين، وخرجت بتوصيات استعجالية منها استعمال تقنية الرش للحد من الروائح، في انتظار مشروع هيكلي لمعالجة عصارة الأزبال في إطار اتفاقية لتطهير حوض سبو. خطوة جاءت نتيجة مباشرة للتحرك الإعلامي وضغط المجتمع المدني، في انتظار ترجمة الوعود إلى حلول ملموسة تعيد للسكان حقهم في هواء نقي