تواصل المصالح الأمنية المغربية، بتنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية، تحقيقاتها المعمقة لفك خيوط شبكة دولية خطيرة للاتجار بالمخدرات وتهريب البشر، تنشط في منطقة المهندس التابعة لجماعة بوعرك بإقليم الناظور.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن زعيم الشبكة هو البارون الملقب بـ(هشام ـ بو)، بمعية شركائه (بلعيد ـ خوش) و (كـ ـ العثماني) الملقب بـ”بييخو”، الذين صدرت في حقهم مذكرات بحث وطنية بتهم ثقيلة تتعلق بـتكوين عصابة إجرامية، والتهريب الدولي للمخدرات، والاتجار في البشر.
تحريات واسعة وممتلكات مشبوهة
وتخوض المصالح الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحريات دقيقة لتوسيع دائرة البحث والكشف عن جميع المتورطين أو المشتبه في ارتباطهم بهذه الشبكة، التي تمتد أنشطتها إلى مناطق عدة داخل الإقليم وخارجه.
وقد تم رصد تنقلات وأرصدة مالية ومظاهر ثراء مفاجئ لعدد من الأسماء المعروفة في المنطقة، ما يرجح تورط شخصيات وازنة في مجال التهريب الدولي للمخدرات وتهجير البشر، ضمن شبكة منسقة تضم أسماء مثل (سعيد العروي) و (نعمان) و (بطيوي).
مناطق نشاط الشبكة
ووفق مصادر محلية متطابقة، فإن أفراد هذه الشبكة يستغلون منطقة سوق مرجان كنقطة لتجميع المهاجرين السريين، قبل توزيعهم على منطقتي المهندس وجماعتي اركمان والبركانيين ورأس ورك التابعتين ترابيًا لجماعة بني شيكر، استعدادًا لعمليات تهريب عبر البحر.
كما تنشط الشبكة بشكل لافت في منطقة مولاي علي الشريف بجماعة أركمان، في ظل تساؤلات متزايدة حول فعالية بعض أجهزة المراقبة الحدودية، رغم علمها المسبق بتحركات البارونات المعروفين في المنطقة.
ثراء مفاجئ يثير الشبهات
وتشير شهادات السكان إلى ظهور ثراء فاحش على بعض الشبان المحليين، الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى أثرياء جدد، نتيجة تورطهم في عمليات تهريب المخدرات والبشر انطلاقًا من شواطئ أركمان ومناطق أخرى تابعة لجماعة البركانيين.
هذا التحول المفاجئ، وفق السكان، يعكس اتساع رقعة الشبكات المنظمة التي تستغل الظروف الاجتماعية والاقتصادية لتجنيد شباب المنطقة في أنشطة غير قانونية.
تفكيك متتالٍ لشبكات المخدرات وتهريب البشر
في سياق متصل، تواصل الأجهزة الأمنية حملاتها المكثفة ضد شبكات التهريب. فقد تمكنت مؤخرًا من تفكيك عدة شبكات تنشط في الناظور، أبرزها شبكة “ولد عيسى”، التي ما يزال زعيمها في حالة فرار، إلى جانب شبكة “موسى” التي تم توقيف عدد من عناصرها.
غير أن البارون الرئيسي الذي يتحكم في منافذ وسواحل الناظور ما يزال، وفق مصادر مطلعة، يُدير أنشطة التهريب بتنسيق مع شركائه المذكورين سابقًا، في انتظار استكمال التحقيقات وتوقيف باقي العناصر الفارّة.
هذا، وتؤكد هذه المعطيات أن منطقة الناظور ما تزال تواجه تحديات أمنية معقدة بفعل تنامي شبكات الاتجار الدولي في المخدرات والبشر، ما يتطلب تعزيز المراقبة الميدانية وتشديد التنسيق بين الأجهزة الأمنية والسلطات الترابية، لقطع الطريق أمام هذه العصابات التي تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة

