فرخانة – يقين 24 – خالد المتوني
تعيش الثانوية التأهيلية فرخانة منذ أسابيع على وقع احتقان غير مسبوق، بعد أن تفجرت مجموعة من الخلافات الحادة بين الأطر التربوية وإدارة المؤسسة، دفعت الأساتذة إلى تنظيم وقفات احتجاجية إنذارية صباحية ومسائية، احتجاجًا على ما وصفوه في بيان رسمي بـ”التسيير العشوائي والسلطوي” الذي يعرقل السير العادي للدراسة.
وجاء في البيان، الذي توصلت يقين 24 بنسخة منه، أن المؤسسة تعيش “مجموعة من الاختلالات التنظيمية والتدبيرية منذ التحاق السيدة المديرة”، أبرزها ما اعتبره الأساتذة تعاملًا لا تربويًا ولا أخلاقيًا مع الأطر التربوية، إضافة إلى رفض المديرة السماح لبعض الأطر المكلفة بالعمل في مؤسسات أخرى بالعودة إلى مؤسستهم الأصلية رغم الخصاص المهول في الحراسة العامة.
كما سجل البيان تأخر نشر جداول الحصص وتغييرها المتكرر دون إشعار مسبق، مما تسبب في ارتباك واضح وهدر للزمن المدرسي، إلى جانب استمرار التنقل العشوائي للتلاميذ بين الأقسام إلى حدود العطلة البينية الأولى، وهو ما خلق تفاوتًا في مستويات المتعلمين داخل المسلك الواحد.
ولم يتوقف الأمر عند الجانب التنظيمي، إذ أشار الأساتذة إلى انعدام الأمن داخل المؤسسة، مؤكدين أن أولياء أمور التلاميذ أصبحوا يقتحمون الحجرات الدراسية دون حسيب أو رقيب، في ظل غياب أي مرافقة إدارية. كما تحدث البيان عن فوضى وتسيب غير مسبوقين، تجسده تصرفات بعض التلاميذ داخل المراحيض الخاصة بالأساتذة، وتلفظهم بألفاظ نابية في أروقة المؤسسة، بل وتحديهم الصريح للأطر التربوية.
من جانب آخر، أفاد عدد من الأساتذة في تصريحات متطابقة أن المديرة تتعامل مع التقارير التربوية بسلبية واضحة، بل ترد أحيانًا بعبارات غير لائقة من قبيل: “إلا دار ليكم شي أستاذ تقرير، آجي عندي نتفاهم معاه”، وهو ما اعتُبر تهديدًا مبطنًا لكل أستاذ يحاول الدفاع عن كرامته المهنية.
وحسب المعطيات التي استقتها يقين 24، فقد بلغت الأوضاع داخل الثانوية درجة من التوتر جعلت الأطر التربوية تعلن عن خوض خطوات احتجاجية متصاعدة، محمّلة المسؤولية الكاملة للمديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية فيما قد تؤول إليه الأوضاع في قادم الأيام.
ويطالب الأساتذة، مدعومين بالهيئات النقابية المحلية التابعة لكل من CDT وFDT وUMT، بتدخل عاجل من السلطات التربوية لإعادة الانضباط والهيبة إلى المؤسسة، وإنقاذ الموسم الدراسي قبل أن يدخل في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
الوضع داخل ثانوية فرخانة، كما وصفه العديد من الفاعلين التربويين، لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف، ويحتاج إلى قرار حاسم ومسؤول يعيد الثقة بين الإدارة والأطر التربوية، ويضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار.

