نزار الصالحي.فاس
أصدرت فيدرالية اليسار الديمقراطي بفاس بيانا تناولت فيه بالتحليل الأوضاع الوطنية والمحلية، مؤكدة أن شعار المرحلة ينبغي أن يكون “التعليم والصحة قبل المونديال”، باعتبار أن رهانات التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق من دون إصلاح عميق لهذين القطاعين الحيويين. فعلى المستوى الوطني، اعتبر البيان أن المغرب يعيش حالة من التوتر بين انفراجات شكلية من جهة وغياب الديمقراطية الفعلية من جهة أخرى، نتيجة تراكم سياسات عمومية وُصفت بالعقيمة، والتي أدت إلى تدهور مستمر في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مع تفاقم البطالة خاصة في صفوف الشباب حاملي الشهادات، مما يستدعي، بحسب الفيدرالية، إصلاحات جذرية تضع المواطن في صلب الاهتمام بدل المغامرة بموارد الدولة في تنظيم المونديال. أما محليا، فقد توقفت الفيدرالية عند مظاهر الاختلال التي تعرفها مدينة فاس، بدءا من الخصاص الكبير في الأطر الطبية وضعف الخدمات الصحية، وصولا إلى أعطاب المنظومة التعليمية والسكن غير اللائق، إضافة إلى مشاكل النقل الحضري الذي لا يزال يعاني من سوء التدبير، فضلا عن انتشار النقط السوداء في الشوارع والأحياء رغم وجود شركات التدبير المفوض. كما أبرز البيان أن هذه التحديات اليومية للمواطنين تتطلب إرادة سياسية حقيقية لإيجاد حلول عملية، وأن الاستمرار في نفس المقاربات لن يؤدي إلا إلى تعميق الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق، شددت الفيدرالية على أن الاستثمار في التعليم والصحة يشكل المدخل الأساس لإعادة الثقة للمواطنين وضمان العدالة الاجتماعية، مع الدعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية والنقابية، وتوسيع دائرة الحوار والانفتاح على كل القوى الديمقراطية من أجل بناء بديل وطني قادر على مواجهة التحديات الراهنة بعيدا عن الشعارات أو المشاريع الاستعراضية.