DW تعتبر القرار الأممي “منعطفًا تاريخيًا” في نزاع الصحراء وتؤكد التحول في مواقف القوى الكبرى
سلّطت قناة DW الألمانية الضوء على مضامين مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مشيرة إلى أن مجلس الأمن الدولي تبنّاها مؤخرًا كأساس واقعي ودائم لتسوية الملف، في قرار وصفته القناة بـ“التحول التاريخي” في مسار القضية.
وأوضح تقرير القناة، الذي اطلع عليه موقع يقين 24، أن المشروع المغربي يقوم على منح الأقاليم الجنوبية سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية واسعة تحت السيادة المغربية، في إطار نظام ديمقراطي ولا مركزي يتيح لسكان الجهة تدبير شؤونهم بأنفسهم.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “جهة الحكم الذاتي بالصحراء” ستتولى إدارة التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية عبر مؤسسات محلية منتخبة، بينما تحتفظ الدولة بصلاحياتها السيادية في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن والمقدسات الوطنية.
ويُبرز التقرير أن المبادرة تنص على إحداث برلمان جهوي منتخب يفرز رئيسًا للحكومة المحلية يُعيَّن بظهير ملكي، على أن تلتزم القوانين الجهوية بمقتضيات دستور المملكة المغربية. كما ستتولى الجهة إعداد ميزانيتها وتحصيل مواردها الجبائية مع احترام رموز الدولة ووحدتها الترابية.
ووفقًا لـDW، فإن قرار مجلس الأمن الصادر يوم 31 أكتوبر 2025 يشكل “نقطة تحوّل حاسمة” في نزاع عمره نصف قرن، بعد أن عبّر التصويت لصالح المقترح المغربي عن تغير ملموس في مواقف عدد من الدول الكبرى التي كانت تتحفظ في السابق على المبادرة.
وأشار التقرير إلى أن امتناع الجزائر عن التصويت بدلاً من الرفض مثّل “إشارة سياسية مهمة” تعكس تغيّرًا في مقاربتها للنزاع، مقابل “دبلوماسية الثبات” التي انتهجتها الرباط خلال السنوات الأخيرة.
ونقل المصدر عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، قوله إن القرار الأممي الأخير “ترك الباب مفتوحًا أمام الحوار”، مضيفًا أن “الوقت أصبح في صالح المغرب الذي ضمن ما يريد”، في إشارة إلى ترسيخ المبادرة المغربية كمرجعية أساسية لأي مفاوضات مقبلة.
كما أشار إلى أن الدعم الأمريكي القوي للموقف المغربي من شأنه أن يدفع نحو تسوية شاملة “تحفظ ماء الوجه للجميع”، وتُنهي عقودًا من الجمود.
وفي المغرب، رصدت القناة مظاهر الاحتفالات الشعبية في مدن الصحراء والرباط عقب التصويت الأممي، معتبرة أن المشهد يعكس “شعورًا عامًا بالاعتراف الدولي بمغربية الصحراء”.
كما أبرزت أن خطاب الملك محمد السادس الذي تلا القرار حمل إشارات واضحة إلى “تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي” استعدادًا لتقديمها للأمم المتحدة كأساس وحيد للحل، في ما اعتبرته DW انتقالًا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التفعيل والتنزيل العملي للمبادرة.
وخلص التقرير إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة قد تفتح الباب أمام إنهاء آخر نزاع إقليمي في شمال إفريقيا، إذا نجحت الأطراف في ترجمة مضامين القرار الأممي إلى خطوات عملية تضع حدًا لخمسين عامًا من التوتر السياسي والجمود الدبلوماسي.
يقين 24

