مازالت السلطات الإماراتية تواصل تحقيقاتها في قضية تهريب دولي للمخدرات، عقب توقيف سيدة أعمال مغربية من طنجة، بمطار مطار أبوظبي الدولي، بعد العثور داخل أمتعتها على ستة كيلوغرامات من الكوكايين كانت مخبأة بعناية داخل قفاطين مغربية تقليدية.
وبحسب معطيات أولية، فإن المشتبه فيها، المعروفة بنشاطها في مجال بيع القفطان المغربي الفاخر، قد تكون ضحية خطة محكمة دبرها وسطاء أجانب، بعدما تم استدراجها للمشاركة في صفقة تجارية وهمية، قيل إنها موجهة إلى شخصية إماراتية ثرية.
وتعود تفاصيل القضية إلى تواصل شخص يحمل الجنسية المكسيكية مع والد المتهمة، وهو مقاول معروف في طنجة، بدعوى رغبته في اقتناء إقامة فاخرة. وبسبب تدهور الوضع الصحي للأب، أوهم الوسيط ابنته بضرورة السفر إلى الإمارات لإتمام الصفقة، مشيراً إلى أن تقديم قفاطين فاخرة هدية سيكون مفتاحاً لكسب ثقة “الزبون” المفترض.
لكن الرحلة انتهت بتوقيفها فور وصولها إلى المطار، بعد أن شكت في تعرض أمتعتها للتلاعب. وأثناء تفتيش دقيق، اكتشفت الجمارك كمية الكوكايين داخل تجاويف الأكتاف والبطانات الداخلية للقفاطين، في أسلوب وصفته مصادر أمنية بأنه “احترافي ومعقد”، ويعكس بصمة شبكة منظمة محترفة في تهريب المخدرات داخل سلع ذات طابع ثقافي لتفادي الشبهات.
وبالتوازي مع التحقيقات التي تباشرها السلطات الإماراتية لتحديد مسار الشحنة ومصدرها، فتحت المصالح الأمنية في طنجة أبحاثاً موازية حول النشاط التجاري للمعنية بالأمر، وعلاقاتها مع موردين أجانب. وتشمل التحقيقات تتبع حساباتها البنكية والمالية لمعرفة ما إذا كانت على علم بالعملية أو استُغلت كواجهة من قبل الشبكة.
ووفق تسريبات متطابقة، فقد خضعت المتهمة لجهاز كشف الكذب، وجاءت النتائج في صالحها، ما يعزز فرضية استغلالها من طرف مهربين محترفين.
وقد تم وضعها وشقيقيها، الذين رافقاها في الرحلة، تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيقات التي يُرتقب أن تكشف عن خيوط جديدة مرتبطة بمصدر الشحنة الدولية والجهات المتورطة في هذه العملية المعقدة.

