يقين 24// محمد العربي
في واقعة مثيرة للجدل شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش صباح هذا اليوم الأحد 10 غشت 2025، حدث اقتحام الحرم الجامعي وهدم مسجد الكلية بالكامل من طرف شركة عقارية، إضافة إلى جزء كبير من جدار المركب الرياضي التابع لجامعة القاضي عياض، وذلك دون أي سند قانوني يذكر.
وحسب مصادر مطلعة للجريدة من داخل الكلية، فقد باشرت الشركة عمليات الهدم في وقت مبكر من الصباح، حيث استعانت بعمال وجرافات لتنفيذ العملية بشكل مفاجئ، وفي غياب أي تنسيق أو إشعار مسبق للإدارة الكلية. وقد شمل الهدم المسجد الذي كان يمثل فضاء دينيا هاما لأطر وطلبة الكلية، مما آثار استياء عميقا في صفوفهم.
وفي ذات السياق عبرت إدارة الكلية عن استنكارها الشديد لما وصفته بسلوك “لا يحترم حرمة المؤسسات الجامعية ولا قدسية أماكن العبادة”، مضيفة أن ما وقع يدخل في خانة التعدي السافر على الملك العام، ويتعارض مع القوانين الجاري بها العمل. وبعض وقوع هذا الحادث سارعت إدارة الكلية المذكورة إلى إبلاغ رئاسة الجامعة. وسلطات ولاية مراكش، والمديرية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطالبة بتدخل عاجل لوقف مثل هذه التصرفات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وكما هو معلوم فإن المسجد المهدوم بني قبل سنوات فوق العقار المملوك لكلية الآداب، بتنسيق بين إدارة الكلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكان يعد مرفقا دينيا رئيسيا يقصده الطلبة والأطر للأداء الصلوات اليومية. غير أن ما حدث صبيحة اليوم وضع الجميع أمام تساؤلات عميقة حول دوافع الشركة وخلفيات إقدامها على هدم بيت من بيوت الله داخل فضاء جامعي يفترض أن يكون محميا بالقانون.