تعيش القرية المنجمية بوكراع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة العيون، على صفيح ساخن، بعد أن تصاعد غضب العمال بسبب ما وصفوه بـ“تدهور غير مسبوق” في الخدمات الاجتماعية، وغياب شبكة الإنترنت منذ أشهر، في وقت يطالب فيه العاملون بالمجمع الشريف للفوسفاط بتدخل عاجل يعيد الاعتبار للبعد الإنساني داخل المنطقة المنجمية.
فوفقًا لما كشفته مصادر مهنية لـ “يقين24”، يعيش العمال وأسرهم وضعًا صعبًا يتجاوز الإكراهات المهنية إلى تفاصيل الحياة اليومية داخل القرية، حيث تتحدث شهادات عن سوء جودة التغذية بالمطعم الجماعي، وتراجع النظافة والخدمات الصحية، إلى جانب انقطاع الإنترنت لفترات طويلة، ما جعل التواصل والدراسة عن بعد شبه مستحيل لأبناء العاملين.
وتضيف المصادر أن الإدارة لم تفِ بوعودها السابقة المتعلقة بتأثيث المساكن وتحسين البنية التحتية، رغم تعاقب الاجتماعات واللجان التي وعدت بحلول “قريبة”. كما تعاني الأسر من غياب أنشطة ثقافية وترفيهية للأطفال، ما يكرس الإحساس بالعزلة داخل القرية المنجمية المحاطة بالرمال والصمت.
في خضم هذا الاحتقان، أعلنت الجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تضامنها المطلق مع عمال بوكراع، داعية إدارة المجمع إلى إعادة الاعتبار للبعد الاجتماعي في تدبيرها للمنشآت المنجمية. وشددت النقابة على ضرورة تحسين التغذية، وتوفير الإنترنت، وتجهيز المساكن بالأثاث الضروري، معتبرة أن ما يحدث “يُعد مؤشرًا مقلقًا على غياب رؤية اجتماعية واضحة تراعي كرامة العامل”.
ورغم تصاعد الغضب، أبدت الشغيلة المنجمية تمسكها بالنضال السلمي والمسؤول دفاعًا عن حقوقها، في وقت حذرت فيه مصادر من داخل المنجم من أن استمرار تجاهل مطالب العمال قد يُفجّر موجة احتجاج جديدة، ما لم تبادر الإدارة إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة تُعيد الثقة وتضع العامل في صلب أولوياتها.

