يقين 24/حليمة صومعي
بين جدران البيوت التي يدخلها كل يوم لتأدية مهامه التقنية، يقف تقني اتصالات المغرب في واجهة الميدان، حاملاً أدواته ومهارته، ومتحملاً في الوقت نفسه ضغوط العمل ومخاطر التعامل المباشر مع الزبناء. غير أن ما لا يُرى في الصورة هو حجم المعاناة التي قد يعيشها بعض هؤلاء التقنيين بسبب اتهامات باطلة أو إساءات لفظية، تُوجَّه إليهم أحياناً دون وجه حق.
فبين زبون غاضب من عطل خارج إرادة التقني، وآخر يختلق شكاية غير صحيحة، يجد العامل نفسه في موقف ضعف، مهدداً بسمعته ومصدر رزقه. وفي حالات عديدة، قد يتم توقيفه عن العمل إلى حين البت في الشكاية، رغم أن التحقيقات تُثبت لاحقاً براءته. ومع ذلك، يبقى الضرر النفسي والمادي قائماً.
إن ما يحدث يطرح سؤالاً حقيقياً: من يحمي تقني اتصالات المغرب؟
من يضمن له الحق في الدفاع عن نفسه عندما تُرفع ضده شكاية كيدية؟
أليس من واجب الإدارة أن تضع آلية تحمي موظفيها من الاتهامات العشوائية وتوفر لهم سنداً قانونياً وإدارياً يضمن العدالة والإنصاف؟
نحن لا نعمم، فالكثير من الزبناء يتعاملون باحترام وتقدير، غير أن بعض المواقف الفردية تتحول أحياناً إلى كابوس مهني للعامل الذي يؤدي واجبه بإخلاص.
إن التقنيين هم الواجهة الحقيقية للمؤسسة أمام المواطنين، ولذا فإن حمايتهم مسؤولية مشتركة بين الإدارة والنقابات وحتى الرأي العام.
ختاماً، يبقى النداء موجهاً إلى الجهات المسؤولة داخل الشركة لتوفير إطار واضح للتدخل والحماية القانونية في مثل هذه الحالات، حتى لا يُظلم من يسهر على ربط الناس بخطوط التواصل والحياة الرقمية، في وقت يحتاج هو نفسه إلى من يتواصل معه بالإنصاف والتقدير

