يقين 24
ليلة السبت بنيويورك لم تكن عادية، إذ تحولت ساحة “تايمز سكوير” الشهيرة إلى لوحة من الفخر الوطني، تزينها الأعلام المغربية وألوان الأحمر والأخضر التي غمرت شاشات الإعلانات العملاقة. آلاف المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة خرجوا للاحتفال بالقرار الأممي الأخير، الذي أكد دعم مجلس الأمن لمبادرة الحكم الذاتي كحلّ واقعي ونهائي لقضية الصحراء المغربية.
أجواء الاحتفال كانت مفعمة بالبهجة والانتماء، فبين نغمات الموسيقى المغربية وأصوات النشيد الوطني التي دوّت وسط المدينة الأمريكية الصاخبة، علت أصوات الهتاف: “الصحراء مغربية وستبقى مغربية”. مشهد استوقف المارة والسياح الذين عبروا عن إعجابهم بحماس الجالية المغربية ووحدتها.
من بين الحاضرين، قال الأستاذ الجامعي المغربي علال بوتاجنغوت، المتخصص في علم الأعصاب بجامعة نيويورك، إن “هذا القرار الأممي هو تتويج لمسار دبلوماسي طويل قاده جلالة الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر”، مشيرًا إلى أن “العالم اليوم أصبح أكثر اقتناعًا بأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي الحل الواقعي والجاد”.
بدورها، عبرت السيدة السعدية أبوتوم، إحدى أقدم أفراد الجالية المغربية في نيويورك، عن فرحتها العارمة وهي تلوح بعلم المملكة قائلة: “منذ سنوات ونحن ننتظر مثل هذا الاعتراف الدولي، اليوم أشعر أنني أعيش لحظة تاريخية”.
أما الصحافي المغربي المقيم في نيويورك محمد العلمي، فاعتبر أن “هذا الانتصار الدبلوماسي تزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ما يجعل الفرحة مضاعفة، ويؤكد أن المغرب ماضٍ بثقة في مساره الوحدوي”.
وختم المهندس المغربي سعيد صادق حديثه قائلاً وسط موجة من التصفيق والهتافات: “هذه الليلة كتبنا سطرًا جديدًا في قصة المغرب… سطرًا عنوانه الوحدة والاعتزاز والانتصار”.
احتفال الجالية المغربية في قلب “تايمز سكوير” كان أكثر من مجرد مظاهرة فرح، بل رسالة قوية للعالم مفادها أن المغاربة، داخل الوطن وخارجه، يقفون صفًا واحدًا خلف قضيتهم الوطنية العادلة، متشبثين برايتهم الخضراء والحمراء التي رفرفت شامخة في سماء

