بدر حدوات
انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار غير مؤكدة حول نية البروفيسور ياسين الحفياني، مدير المستشفى الإقليمي الزموري بالقنيطرة، تقديم استقالته من منصبه. هذا المستشفى، الذي يعتبر من بين المشاريع الصحية الكبرى بالجهة، عرف منذ افتتاحه سلسلة من الجدل والاحتقان، سواء بسبب الإغلاق المؤقت، أو قضايا الفساد التي طالت بعض أطره، أو حتى الصعوبات اللوجيستية التي يواجهها المرتفقون.
الحفياني، الذي تم تعيينه من طرف وزارة الصحة بهدف إعادة الانضباط وتصحيح الاختلالات، وجد نفسه في مواجهة ضغوط كبيرة، من مطالب المجتمع المدني بتحسين الخدمات، إلى معالجة تداعيات ملفات الفساد والارتباك الإداري. وهو ما جعل أنباء الاستقالة تطرح تساؤلات حول مدى قدرته على الاستمرار في قيادة المؤسسة الصحية.
غير أن ما يزيد الغموض هو غياب أي تأكيد رسمي من طرف المدير أو وزارة الصحة بخصوص الاستقالة. ما يجعل البعض يعتبر الأمر مجرد جسّ نبض للرأي العام، أو ربما محاولة لإيصال رسالة إلى المسؤولين حول حجم المشاكل التي يتخبط فيها المستشفى، والتي قد تعرقل أي إصلاح جدي.
في المقابل، يرى آخرون أن مجرد تداول فكرة الاستقالة يعكس عمق الأزمة داخل المستشفى الزموري، وأن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي فعلاً إلى خطوات أكثر حدة من طرف الإدارة.
في انتظار موقف رسمي، تبقى أسئلة كثيرة معلقة:
•هل الاستقالة مجرد إشاعة أو وسيلة ضغط؟
•أم أن المدير وصل فعلاً إلى قناعة بصعوبة الإصلاح من الداخل؟
الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن حقيقة ما يجري داخل أحد أكبر المشاريع الصحية بجهة الغرب.