في مشهدٍ كرويٍّ سيظل محفورًا في ذاكرة كل مغربي، دوّى اسم المغرب عاليًا في سماء كرة القدم العالمية بعدما توّج منتخب الشباب لأقل من 20 سنة بلقب كأس العالم، في إنجاز تاريخي غير مسبوق، جعل العالم يقف احترامًا أمام موهبة وإصرار “أسود المستقبل”.
ليلة المجد لم تكن عادية، فقد امتزجت الدموع بالفرح، وارتفعت الأعلام في كل المدن والقرى، واهتزت القلوب بنشيد الوطن، بعدما أثبت هؤلاء الأبطال الصغار أن روح العزيمة المغربية لا تعرف المستحيل.
لقد كانت رحلة البطولة ملحمةً وطنيةً حقيقية، جسدت فيها العناصر الوطنية معنى الإصرار والانتماء والاحتراف، فواجهوا عمالقة الكرة العالمية بشجاعة أدهشت المتابعين والمحللين على حد سواء.
منذ صافرة البداية، أبانت الكتيبة المغربية عن أداءٍ من طرازٍ رفيع، مزج بين الفن والإصرار والانضباط التكتيكي، وأعادت للأذهان أمجاد الكرة الوطنية التي سطّرها الكبار في مونديال قطر، لتؤكد أن مستقبل الكرة المغربية مشرق وأن المدرسة الكروية المغربية أصبحت علامة عالمية في التكوين والموهبة.
ولم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية متبصرة جعلت من الرياضة رافعة وطنية للتألق، ومن مراكز التكوين التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حاضناتٍ لأبطال الغد.
لقد آمن الجميع بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار في المستقبل، فجاء الرد من المستطيل الأخضر: تتويج عالمي يعكس مكانة المغرب بين الكبار.
احتفالات المغاربة بهذا التتويج لم تكن فقط فرحة كرة، بل كانت فرحة وطنٍ يؤمن بشبابه، ويُراهن على طاقاته، ويرى فيهم امتدادًا لطموح أمةٍ تصنع المجد في كل الميادين.
اليوم، يتحدث العالم عن أسود المستقبل، عن جيلٍ جديدٍ من النجوم القادمين بقوة، عن أسماءٍ صنعت التاريخ وستواصل كتابة الفصول القادمة من حكاية المجد المغربي .

