تعيش مدينة سبتة المحتلة وضعاً متأزماً بسبب تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين من المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء، ما جعل مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) في حالة اكتظاظ حاد، دفعت السلطات الإسبانية إلى نقل دفعات متتالية من المهاجرين نحو مدن أخرى داخل التراب الإسباني.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فقد غادرت يوم الخميس الماضي مجموعة تضم 41 مهاجراً من جنسيات مختلفة المركز في اتجاه مدينة ألخيسيراس عبر العبّارة، حيث استقبلتهم فرق من المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدة والدعم قبل إدماجهم في الحياة اليومية بالبر الرئيسي.
وتختلف طرق وصول المهاجرين إلى سبتة المحتلة، إذ يعمد القادمون من جنوب الصحراء الكبرى إلى تسلق الأسوار الحدودية، في حين يغامر بعض المغاربة بعبور البحر سباحةً في ظروف خطيرة، أودت بحياة عدد منهم. كما سُجلت حالات غير مألوفة، مثل شاب حاول عبور المضيق بواسطة “البارابلاين”.
وأمام الضغط المتزايد، اضطرت السلطات إلى نصب خيام إضافية في محيط المركز الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 512 شخصاً، بينما تواصل نقل مجموعات جديدة أسبوعياً وفق ما يعرف بـ“قائمة الحقائب”، وهي عملية منظمة تسمح للمهاجرين بالانتقال التدريجي نحو الداخل الإسباني.
وفي سياق متصل، نفذ الحرس المدني الإسباني عملية إنقاذ جديدة يوم الأربعاء الماضي، استهدفت مجموعة من المهاجرين المغاربة الذين حاولوا عبور المضيق سباحةً نحو سبتة. وتمت إعادتهم جميعاً إلى المغرب عبر معبر تاراخال بعد إنقاذهم من الغرق.
وأكدت المديرية العامة للحرس المدني الإسباني أن الوضع لا يزال “معقداً ومفتوحاً على احتمالات متعددة”، مشيرة إلى أن الضغط المستمر على الأجهزة الأمنية والإنسانية يجعل من أزمة الهجرة في سبتة تحدياً مزمناً لم تجد مدريد له بعدُ حلاً نهائياً.

