حليمة صومعي
كيف يمكن لوزارة التربية الوطنية أن تطلب من أساتذة التعليم الأولي الإبداع والعطاء، وهي تسلبهم أبسط حقوقهم؟! كيف يمكن أن ننتظر من المربي أن يدخل القسم بطاقة وحماس، وهو يخرج من صيفه مرهقًا من تكوينات عشوائية، تُفرض عليه في عز العطلة السنوية، وبدون أدنى تقدير مادي أو معنوي؟
بيان المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي بأزيلال، لم يكن سوى صرخة من قلب الميدان، تكشف عبثية تدبير الوزارة لهذا القطاع. تكوينات تُقام في ظروف بئيسة، قاعات غير مهيأة، وسائل تقنية غائبة، وأحيانًا حتى تكاليف التنقل يتحملها الأستاذ من جيبه… ثم نُطالب بالنتائج الممتازة!
الأدهى، أن الوزارة تتحدث ليل نهار عن “إصلاح التعليم الأولي” و”الارتقاء بالجودة”، بينما هي أول من يهدم الأساس بإجهاد الأطر التربوية، وحرمانهم من الراحة التي هي حق قانوني وإنساني.
أي إصلاح هذا الذي يبدأ بكسر معنويات العاملين في الصفوف الأمامية؟
إذا كانت الدولة تؤمن فعلًا بأن التعليم الأولي هو القاعدة الذهبية لبناء الأجيال، فعليها أن تبدأ بتكوين محترم، في وقت مناسب، وبشروط مهنية وإنسانية، مع تعويضات عادلة. غير ذلك، فإننا لا نؤسس لجيل مبدع، بل لجيل يتعلم أن الجهد لا يُكافأ، وأن العطاء يُقابل بالإهمال.
المطلوب اليوم ليس “بيانات شجب” ولا “وعودًا براقة”، بل قرارات جريئة تعيد الاعتبار للأستاذ قبل أن نُطالب هذا الأستاذ بصناعة المعجزات.