يقين 24/ حليمة صومعي
في انتصار دبلوماسي جديد يُكرّس موقع المغرب كقوة مؤثرة في محيطه العربي والإفريقي، صوّتت 47 دولة عربية وإفريقية بالإجماع على استبعاد جبهة “البوليساريو” من المجلس العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي، خلال اجتماعات انعقدت بالعاصمة الأوغندية كمبالا.
هذا القرار لم يكن مجرّد خطوة إجرائية، بل تعبير واضح عن تحوّل عميق في مواقف الدول العربية والإفريقية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث باتت الغالبية المطلقة من العواصم تعتبر الوحدة الترابية للمملكة خيارًا استراتيجيًا لضمان الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون المشترك.
وأكدت مصادر دبلوماسية حضرت الاجتماع أن التصويت جاء نتيجة توافق شامل حول ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض منح الشرعية لأي كيان غير معترف به دوليًا، معتبرة أن المجلس إطار شبابي وتنموي لا مكان فيه للكيانات الانفصالية أو الأجندات السياسية الضيقة.
ويمثل هذا التحول الدبلوماسي دليلاً إضافياً على نجاح المغرب في إعادة بناء علاقاته الإفريقية والعربية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، بعيدًا عن لغة التصعيد والمواجهة. فنهج المملكة القائم على الهدوء والفعالية والإقناع بات نموذجًا يحتذى به في تدبير الملفات الحساسة والمصيرية.
ويُجمع المراقبون على أن هذا التصويت التاريخي يعكس انحسار عزلة البوليساريو وتآكل حضورها القاري، بعدما فقدت الدعم داخل المؤسسات الإقليمية التي كانت تراهن عليها، في مقابل صعود المغرب كفاعل استراتيجي يحظى بالثقة والاحترام في القارة السمراء والعالم العربي.
ويُضاف هذا النصر إلى سلسلة من المكاسب التي راكمتها الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية الملكية السديدة التي جعلت من إفريقيا عمقًا استراتيجيًا للمغرب، ومن التعاون العربي–الإفريقي رافعة لتحقيق الأمن والتنمية والوحدة.

