عثمان حليم
تُعتبر البنية التحتية الطرقية من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتكتسي عملية تثنية الطريق الرابطة بين جماعة أولاد يعيش ومدينة قصبة تادلة أهمية استراتيجية كبيرة، بالنظر إلى آثارها الإيجابية المتعددة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية. هذا المشروع الحيوي كان محل تتبع وترافع دام عدة سنوات، وقد قامت البرلمانية مديحة خيير بمراسلة وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة بشأن مآل الطريق الوطنية رقم 8 التي تربط قصبة تادلة بأولاد يعيش، وهو الترافع الذي بدأ يؤتي ثماره بعد الإعلان عن انطلاق الأشغال قريبًا، في خطوة طالما انتظرها سكان المنطقة بفارغ الصبر.
تثنية هذا المقطع الطرقي ستساهم في تحفيز الحركة الاقتصادية المحلية، من خلال تسهيل تنقل السلع والبضائع، وتشجيع المبادلات التجارية بين المدينة والمناطق القروية المجاورة، مما ينعكس إيجابًا على الفلاحين والمهنيين والتجار. كما أن تحسين ظروف التنقل سيساهم في تقليص كلفة النقل والرفع من مردودية القطاعات المنتجة، الأمر الذي من شأنه أن يشجع على الاستثمار في مختلف المجالات، لا سيما الفلاحة والصناعة والخدمات.
هذا الطريق سيوفر ظروفًا ملائمة لفئة كبيرة من الطلبة القاطنين في قصبة تادلة والجماعات المجاورة، كما سيقلّص من مدة التنقل بين تادلة وبني ملال، حيث يتنقل العديد من الطلبة يوميًا إلى مدينة بني ملال لمتابعة دراستهم الجامعية بجامعة السلطان مولاي سليمان. تثنية الطريق ستمكنهم من التنقل في ظروف أكثر أمانًا وراحة، وهو أمر طالما طالب به السكان نظرًا للحوادث الخطيرة التي شهدها هذا المحور في السنوات الأخيرة. كما أن إنجاز المشروع سيكتمل بشكل أجمل وأكثر نجاعة إذا تم التفكير في تثبيت أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، ما سيساهم في تحسين الرؤية والسلامة الطرقية، خاصة في الفترات الليلية.
وفي الجانب السياحي، يُرتقب أن يُعزز هذا المشروع من جاذبية المنطقة ويساهم في تشجيع السياحة الداخلية، حيث سيوفر الطريق الجديد ظروف تنقل مريحة وآمنة لأبناء إقليم بني ملال والأقاليم المجاورة نحو قصبة تادلة، من أجل اكتشاف ما تزخر به من مؤهلات تاريخية وطبيعية، كالقصبة الإسماعيلية التاريخية، التي تشكل رمزًا من رموز المدينة، والتي سيتم تأهيلها لاستقبال الزوار بعد الزيارة الأخيرة لوالي جهة بني ملال خنيفرة محمد بنريباك. كما أن نهر أم الربيع سيعرف تأهيلاً وإحداث مناطق خضراء، إذ من المنتظر أن يشهد محيطه مشاريع بيئية تهدف إلى خلق فضاءات خضراء مخصصة للتنزه والاستجمام، ما سيجعل من المنطقة وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة والهدوء