حليمة صومعي
في مغرب يُفاخر بمشاريعه التنموية الكبرى وشعارات “الدولة الاجتماعية”، لا تزال ساكنة أوربيع، ضواحي مدينة بني ملال، تعيش على هامش الحياة، محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية: الكهرباء والماء الصالح للشرب.
اليوم، خرج السكان من صمتهم، ورفعوا أصواتهم في وجه الإهمال المزمن، محتجين على واقع يُشبه حياة العصور الغابرة أكثر مما يُشبه مغربًا حديثًا.
لا ماء يروي العطش، لا كهرباء تنير الليالي، ولا أفق واضح يُبشّر بالتغيير.
فهل من المعقول أن يعيش مواطنون في سنة 2025 بدون ربط بشبكة الماء أو الكهرباء؟ وهل يمكن الحديث عن تنمية، وجهات ومناطق بأكملها لا تزال غارقة في الظلام والعطش؟
الساكنة، التي طال صبرها، تؤكد أن معاناتها ليست جديدة، بل ممتدة لسنوات، في ظل صمت مطبق من الجهات المعنية، وتجاهل متواصل لمطالبها التي لا تتجاوز الحق في الحياة الكريمة.
قال أحد السكان بحرقة لجريدة يقين 24 :
“تعبنا من رفع الشكايات وانتظار الوعود الكاذبة. أطفالنا يدرسون تحت ضوء الشموع، ونساؤنا يقطعن المسافات لجلب الماء من الآبار. هل هذا هو مغرب العدالة المجالية؟”
الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة اليوم ليست سوى نتيجة طبيعية لسنوات من التهميش والتقصير. وما لم تتحرك الجهات المسؤولة فورًا لوضع حد لهذه الفضيحة التنموية، فإن الأمور مرشحة للتصعيد، وقد تفقد الدولة ما تبقى من ثقة هؤلاء المواطنين.
في زمن الأرقام الكبيرة والميزانيات الضخمة، يبدو أن قرية صغيرة مثل أوربيع لا تزال تبحث عن مكان لها على خارطة هذا الوطن… فهل من مجيب؟ أم أن التهميش قدَر لا مفرّ منه في مناطق المغرب العميق؟