كشفت دراسة علمية حديثة أن المياه الجوفية في سهل أنكاد شمال شرق المغرب، المعتمد عليها بشكل كبير من طرف مدينة وجدة، تعاني من تلوث كيماوي وبكتيري حاد يجعل جزءاً كبيراً منها غير صالح للاستهلاك البشري حسب معايير منظمة الصحة العالمية. الدراسة التي صدرت في يوليوز 2025 ضمن مجلة Scientific Reports، وأشرف عليها فريق بحثي من جامعة محمد الأول بوجدة بالتعاون مع مؤسسات دولية، أجرت تقييمًا دقيقًا لجودة المياه عبر 45 بئرًا خلال موسمي الرطب والجاف لسنة 2023.
ورغم تصنيف مؤشر تلوث المياه الجوفية (PIG) لأكثر من 80% من العينات ضمن فئات “تلوث منخفض” و”غير هام”، كشفت التحاليل التفصيلية عن تجاوز تركيزات الأملاح الذائبة والكلوريد والصوديوم لمستويات السلامة، لا سيما خلال موسم الجفاف، إضافة إلى ارتفاع خطير في نترات المياه في المناطق الجنوبية وحول وجدة، وهو ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل “متلازمة الطفل الأزرق”.
على الصعيد الميكروبيولوجي، أظهرت النتائج تلوثًا بكتيريًا واسع النطاق في معظم الآبار، مع وجود مؤشرات تلوث برازي منها القولونيات البرازية والكلية والمكورات المعوية، وبلغت غالبية العينات مستويات تتجاوز الحد المسموح به (صفر وحدة تشكيل مستعمرة لكل 100 مل)، مما يجعل هذه المياه غير صالحة للشرب وقد تتسبب في أمراض معوية خطيرة مثل الكوليرا والتيفوئيد.
وترجع الدراسة أسباب التلوث إلى عوامل طبيعية مثل التكوين الجيولوجي الذي يزيد ملوحة المياه، بالإضافة إلى الأنشطة البشرية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم المشكلة، من قبيل الزراعة المكثفة واستخدام الأسمدة بشكل مفرط، وغياب شبكات الصرف الصحي وتسرب مياه الصرف من خزانات التحليل، مما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات سريعة لحماية هذا المورد الحيوي وضمان سلامة سكان المنطقة.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.