عرفت سيرورة العمليات الجراحية المبرمجة بعدد من المركبات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير منذ أيام، ارتباكا كبيرا، إلى درجة أن أغلب هذه العمليات الجراحية تم تأجيلها عن مواعدها المحددة لأيام عديدة.
وأثار هذا التأجيل إلى مواعد لاحقة استياء عدد من المرضى، الذين كانوا يترقبون الخضوع لعمليات جراحية، وإنهاء الآلام التي ظلت ترافقهم، خصوصا بالنسبة إلى أولئك الذين يرقدون بأقسام ومصالح المستشفى منذ مدة. كما أثار هذا التأجيل غضب مرافقي المرضى، الذين يترددون بشكل مستمر على المستشفى، لتفقد حالات ذويهم الصحية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن أسباب تأجيل جل العمليات الجراحية المبرمجة، وأيضا تحويل بعض العمليات الجراحية الطارئة التي تبدو في البداية أنها مستعجلة تتطلب تدخلا جراحيا آنيا، إلى عمليات جراحية مبرمجة، لم يتم الكشف عنها في البداية، وتم التكتم عنها، غير أنه بعد تصاعد احتجاجات بعض مرتفقي المرضى، أسر لهم بعض الأطباء أن المشكل لا يرتبط بهم، وإنما يرتبط بالمستشفى الذي يفتقد إلى مواد التخدير التي تعتبر ضرورية لكل عملية جراحية. ذلك أن الأطباء الجراحين لا يباشرون أي عملية جراحية، إلا بعد قيام طبيب الإنعاش والتخدير بتخدير المريض، وفي ظل غياب منتجات التخدير، يظل طبيب الإنعاش والتخدير عاجزا عن القيام بعمله، كما يعجز الطبيب الجراح كذلك عن القيام بأي شيء.
وحسب المعطيات، فإن تناقص منتجات التخدير داخل المركبات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بدأ منذ أزيد من أسبوعين، الأمر الذي دفع الأطباء إلى توقيف العمليات الجراحية المبرمجة، والاحتفاظ بالكمية القليلة من مواد التخدير للعمليات الجراحية الطارئة جدا، تحسبا لأي حادثة أو واقعة مستعجلة، تتطلب تدخلا جراحيا عاجلا لا يحتمل الانتظار.