وصلت امرأة مغربية (39 عاما)، مبتورة الساقين، وتستخدم كرسيا متحركا، على متن قارب يحمل 39 مهاجرا آخرين، إلى جزر الكناري، في 30 تموز/ يوليو الماضي. وقال أحد الأشخاص الذين التقوها عند نزولها، إنها كانت “سعيدة للغاية” بوصولها إلى الأراضي الإسبانية.
في صورة تفيض بالأمل، وابتسامة تضيء المكان، وفي تحدٍ لكل الصعوبات التي تواجهها، لم تتوقف غزلان ، البالغة من العمر 39 عاما، عن الحلم بمستقبل أفضل لنفسها ووالدتها، على الرغم من بتر ساقيها منذ الطفولة.
بترت ساقها في سن الرابعة
وعلى متن القارب المطاطي الصغير، الذي انطلق في 27 تموز/ يوليو من مدينة أغادير بالمغرب، واجهت غيلزان – رفقة 39 مهاجرا آخرين من أصول أفريقية – رحلة استغرقت ثلاثة أيام، تاركة وراءها الكرسي المتحرك الذي كانت تستخدمه منذ طفولتها.
وفقدت غيلزان، ساقيها في حادث سير، عندما كانت في الرابعة من عمرها. وتم إنقاذ القارب قبالة جزيرة لانزاروت في جزر الكناري، بواسطة سفينة دورية بحرية إسبانية، والتي نقلت المهاجرين إلى الميناء.
وبمجرد نزولها في أريسيفي، كانت فرحة غيلزان لا تقاوم، إذ تلقت السيدة مساعدة من متطوعي الصليب الأحمر، الذين قدموا لها كرسيا متحركا جديدا. ولم يمر حضورها وابتسامتها العريضة مرور الكرام.
تضامن المهاجرين في البحر لمدة 3 أيام
وقال أحد المتطوعين الذين ساعدوها، لوسائل الإعلام المحلية، “لقد كانت سعيدة للغاية، لقد فعلتها”. وأوضح المتطوعون، أنهم استمعوا إلى قصتها، التي تروي صمودا وشجاعة وأملا في حياة أفضل، وهو ما دفعها لخوض هذه الرحلة البحرية الطويلة والخطيرة، للوصول إلى جزر الكناري.
ولم تذكر غزلان كيف سافرت مسافة 460 كيلومترا من الدار البيضاء، حيث تقيم والدتها، إلى أغادير، كما أنها لم تذكر أين تركت كرسيها المتحرك، ورغم ذلك، قالت إنها تمكنت من البقاء على قيد الحياة خلال الرحلة، التي استغرقت ثلاثة أيام، بفضل مساعدة وتضامن رفاقها في السفر، بما في ذلك تسع نساء من شمال إفريقيا.
وأضافت أن دافعها الوحيد والفكرة الوحيدة التي منحتها القوة في كل لحظة كانت رغبتها في مساعدة والدتها، بمجرد وصولها إلى الأراضي الإسبانية.
وتم إيداع غيلزان في مركز في لانزاروت، تديره منظمة ACCEM غير الحكومية، والتي تتوقع نقلها قريبا إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث تأمل المرأة في العثور على عمل.